ثالث عشر: من مقاصد الحج العامة
5- ذكر الله وعبادته والخضوع والتسليم له:
"لَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا
أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ
الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ
لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ
وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا
قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ
أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي
الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ" (البقرة: 198-200) ..
"واذكروا الله في أيام معدودات " (البقرة: 203) .. وانظر: (الحج: 28، 34،
36، 37) :
1- إن الأمر بذكر الله أمر متكرر في كل مراحل الحج
ومناسكه، وهو أمر ملازم لكل أعمال الحج ومحطاته.. مما يجعل الحاج في حالة
انقطاع وتجرد وتفرغ واستغراق، فتسمو روحه إلى آفاق علوية ربانية نورانية لا
يعلم مداها، ولا فيوضاتها، إلا الله.
2- والحج - وهو شرعاً: القصد
إلى بيت الله والهجرة الفعلية إليه- هو في حقيقته وجوهره: قصد إلى الله،
وهجرة إليه مما سواه؛ خضوعاً وتسليماً له..
وشد الرحال إنما هو في حقيقته وجوهره إلى (رب البيت) لا إلى (ذات البيت)..
3- وبمثل ما أن الحج (دورة ذكر مكثفة)، فهو أيضاً (دورة تعبدية شاملة) سواء بسواء.. وهاك البيان :
لقد
أكرمنا الله وشرفنا بعبادات متنوعة ومتعددة؛ حتى يجد الناس -على اختلاف
ظروفهم وأحوالهم وقدراتهم- فرصتهم ونصيبهم ومجال قوتهم منها، وحتى يجد كل
مكلف أنواعاً من العبادات تتسع لكل ما فيه، وما لديه، من بدنٍ وعقل وروح
ونفس ومال ووقت.. فالصلاة عبادة لروحه ونفسه وعقله وبدنه.. والصيام عبادة
لروحه ونفسه وبدنه.. والزكاة عبادة لروحه ونفسه وماله.. والجهاد عبادة
لبدنه أو لماله أو للسانه .. والذكر عبادة لقلبه وروحه ونفسه ولسانه..
ولكن
الحج يجمع كل هذا ويزيد عليه؛ فالحاج يعطي غير قليل من وقته في رحلته
ومناسكه.. وهو يضحي بماله الذي ينفقه والذي يفوته كسبه.. وهو يجاهد ويعاني
ببدنه وكافة حواسه؛ فيمشي بقدميه طائفاً وساعياً، ويرمي بيديه راجماً.. وهو
ينهمك في حجه بقلبه وروحه ونفسه.. ويلبي ويذكر ويدعو بقلبه ولسانه..
وبذلك
يتضح أن الحج عبادة تستغرق من الحاج كل كيانه؛ ففي الحج نصب وتعب، ومجاهدة
ومعاناة، وصلاة ودعاء، وذكر وفكر، وحلم وصبر، ونفقات وصدقات.. وقد وصفه
النبي صلى الله عليه وسلم بأنه "جهاد لا قتال فيه" (رواه ابن ماجة (2901)
وصححه الألباني) .
ألست معي - بعد ذلك كله- في أن الحج (دورة تعبدية شاملة)!!
والله تعالى أعلى وأعلم.
5- ذكر الله وعبادته والخضوع والتسليم له:
"لَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا
أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ
الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ
لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ
وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا
قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ
أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي
الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ" (البقرة: 198-200) ..
"واذكروا الله في أيام معدودات " (البقرة: 203) .. وانظر: (الحج: 28، 34،
36، 37) :
1- إن الأمر بذكر الله أمر متكرر في كل مراحل الحج
ومناسكه، وهو أمر ملازم لكل أعمال الحج ومحطاته.. مما يجعل الحاج في حالة
انقطاع وتجرد وتفرغ واستغراق، فتسمو روحه إلى آفاق علوية ربانية نورانية لا
يعلم مداها، ولا فيوضاتها، إلا الله.
2- والحج - وهو شرعاً: القصد
إلى بيت الله والهجرة الفعلية إليه- هو في حقيقته وجوهره: قصد إلى الله،
وهجرة إليه مما سواه؛ خضوعاً وتسليماً له..
وشد الرحال إنما هو في حقيقته وجوهره إلى (رب البيت) لا إلى (ذات البيت)..
3- وبمثل ما أن الحج (دورة ذكر مكثفة)، فهو أيضاً (دورة تعبدية شاملة) سواء بسواء.. وهاك البيان :
لقد
أكرمنا الله وشرفنا بعبادات متنوعة ومتعددة؛ حتى يجد الناس -على اختلاف
ظروفهم وأحوالهم وقدراتهم- فرصتهم ونصيبهم ومجال قوتهم منها، وحتى يجد كل
مكلف أنواعاً من العبادات تتسع لكل ما فيه، وما لديه، من بدنٍ وعقل وروح
ونفس ومال ووقت.. فالصلاة عبادة لروحه ونفسه وعقله وبدنه.. والصيام عبادة
لروحه ونفسه وبدنه.. والزكاة عبادة لروحه ونفسه وماله.. والجهاد عبادة
لبدنه أو لماله أو للسانه .. والذكر عبادة لقلبه وروحه ونفسه ولسانه..
ولكن
الحج يجمع كل هذا ويزيد عليه؛ فالحاج يعطي غير قليل من وقته في رحلته
ومناسكه.. وهو يضحي بماله الذي ينفقه والذي يفوته كسبه.. وهو يجاهد ويعاني
ببدنه وكافة حواسه؛ فيمشي بقدميه طائفاً وساعياً، ويرمي بيديه راجماً.. وهو
ينهمك في حجه بقلبه وروحه ونفسه.. ويلبي ويذكر ويدعو بقلبه ولسانه..
وبذلك
يتضح أن الحج عبادة تستغرق من الحاج كل كيانه؛ ففي الحج نصب وتعب، ومجاهدة
ومعاناة، وصلاة ودعاء، وذكر وفكر، وحلم وصبر، ونفقات وصدقات.. وقد وصفه
النبي صلى الله عليه وسلم بأنه "جهاد لا قتال فيه" (رواه ابن ماجة (2901)
وصححه الألباني) .
ألست معي - بعد ذلك كله- في أن الحج (دورة تعبدية شاملة)!!
والله تعالى أعلى وأعلم.