السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الر حيم
السؤال
: قرأتُ موضوعاً في منتدى ، ولا أعرف الحكم ، وأخاف أن ينتشر ذلك في
المنتديات بسرعة ، وهذا هو الموضوع : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
: الخروج من الجسد ظاهرة عجيبة غريبة ، تستحق التجربة ، وهي من الظواهر
التي أثَّرت على مجرى حياتي ، وعلى مدى فهمي للأمور واستيعابها . فالأشياء
ليست كما نراها دائماً ، ولكل نومٍ قصة ، ولذا كان هذا التقرير : ما هو
الخروج من الجسد ؟ . الخروج من الجسد ( الإسقاط النجمي ) : الخروج من الجسد
ظاهرة طبيعية ، تحصل لكل البشر عند النوم ، ونحن كمسلمين نعلم علم اليقين
بانفصال النفس عن الجسد عند النوم ، ثم تعود النفس للجسد المادي حين نستيقظ
، قال صلى الله عليه وسلم : ( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ،
وما تنافر منها اختلف ) ، ويظهر هذا واضحاً في قوله تعالى : ( الله يتوفى
الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل
الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الزمر/ 42 ، ولذا سمي
النوم بالموتة الصغرى . الفرق الوحيد بين النوم وبين الخروج من الجسد هو
أننا عندما ننام لا ندرك الوعي ، أما في الخروج من الجسد : فتخرج النفس
باصطحاب الوعي ، ويرافق عقلنا هذا الجسد غير المرئي لعالم الأثير ( عالم
الأحلام ) . قد تكون الفكرة لمن لم يسمع من قبل بالخروج من الجسد غريبة بعض
الشيء ، وقد يظنها البعض ضرباً من ضروب الخيال ، والحقيقة هي أن تجربة
الخروج من الجسد من أرقى ما يمكن أن يمر به الإنسان من تجارب ، ويعجز عن
وصفها حتى الكلام ، عندما تتحرر من جسدك المادي ، وتنزع عنك مادية هذا
العالم بما في ذلك جسدك أنت ، وتبقى عبارة عن وعي وجسد شفاف . والخروج من
الجسد أمر ليس فيه لبس ، أي : لا ينفع أن يقول شخص أظن أني قد خرجت من جسمي
؛ لأنه ما إن يحصل له خروج من الجسد سيعرف تمام المعرفة أنه حصل ، ولا
يمكن أن يظن ( أي : الشخص ) أن الخروج من الجسد نوع من التأمل ، أو من
الخيال ، أو من التنويم الإيحائي ، إنه باختصار واضح ستعرفه ما إن تجربه ،
فما يخرج هو وعيك أنت : يحمله الجسم اللامرئي الذي ندعوه النفس ، ويدعوه
الغرب بـ " الجسم النجمي " ، والبعض بـ " الجسم الأثيري " ، في النهاية هو
جسم شفاف غير مرئي ، جزء منا نحن ينفصل عنَّا عندما ننام ، ثم يعود عندما
نستيقظ . إلى أين تذهب بعد الخروج ؟ : إلى العالم الأثيري ، وهو العالم
الذي تتحقق فيه الأحلام ، فلو تخيلت بعد الخروج من جسدك بأن هناك شجرة في
منتصف غرفتك ستجدها أمامك في لمح البصر !! . هو عالم يتجرد عن قوانين
الفيزياء بشتى أنواعها ، حيث يمكنك فيه التنقل بين المكان والزمان في لحظات
، وحيث الثواني قد تعني الأيام في هذا العالم . وفيه قد تلتقي بأناس آخرين
قد دخلوا لهذا العالم الأثيري . أنواع الخروج : النوع الأول : وهو النوع
الذي نتكلم عنه ، وهو الخروج من الجسد في حال الوعي التام خارج الجسد .
النوع الثاني : وهو الوعي بعد الدخول في النوم ، وهو الوعي داخل الأحلام ،
ويمكنك حينها التحكم في الأحلام كفيما تشاء . كيف نستطيع الخروج من الجسد ؟
: هناك الكثير من التمارين والدورات بهذا الخصوص ، حيث تكون عبارة عن
ورشات عمل ، حيث يبدؤون فيها بالاسترخاء ، وإتقان هذه المهارة مهم جدّاً
لعملية الخروج من الجسد ، وتختلف الطرق باختلاف المدربين ، واختلاف مدارس
الطاقة وعلومها ، ولذا ينصح بأخذ دورة متخصصة لإتقان هذه المهارة ، وحتى
يتسنى لكم التحكم فيها ، والبقاء لمدة أطول في العالم الأثيري . تجربتي
الشخصية : لقد كانت بدايتي مع هذه الظاهرة منذ 4 سنوات ، حيث جذبتني جدّاً
لاهتمامي بهذه الأمور الغير اعتيادية ، فحاولت جاهداً البحث في كل مكان عن
الطرق والتدريبات ، وحاولت تدريب نفسي بداية من الاسترخاء والتنويم
الإيحائي الذاتي ، ووصولاً إلى الإسقاط النجمي ، والتحكم في مراكز الطاقة .
ونجحت في الوصول للنوع الثاني عدة مرات ، وكانت تجارب مثيرة بالفعل استحقت
عناء التجربة ، ولأنني لم أتعلم على يد مدرب ، وإنما كانت عن طريق بحث
وتدريب ذاتي ، لم أصل للنوع الأول ، وهو الوعي الكامل خارج الجسد إلا في
مناسبات قليلة لم تتجاوز الثلاث مرات خلال المدة الماضية ، مع كونها قصيرة
جدّاً إلا أنها كانت من التجارب التي لا تُنسى . بالنسبة لتجربتي كانت في
محيط المنزل ، ولم أستطع الذهاب إلى أي مكان ؛ لكثرة توارد الأفكار ؛
ولدهشتي ؛ واستغرابي . في إحدى المرات كنت خارج جسدي في غرفتي ، فذهبت إلى
الصالة ، فرأيت والدي ممسكاً الصحيفة ويكلم أخي الأصغر ، ثم رأيت والدتي
متجهة إلى غرفتي ، فأردت الرجوع بسرعة قبل أن تأتي ، فشعرت بشيء يشدني إلى
الخلف بسرعة حتى استيقظت ، فرأيت والدتي وهي تفتح باب الغرفة ، قمت بعدها
مسرعاً لأتأكد فإذا بوالدي على نفس الهيئة والوضعية التي رأيت وهو يكلم أخي
، فكان شعوراً لا يوصف . انتهى الموضوع ، أرجوا الإفادة .
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
ليس كل ما يُسمع ويُقرأ يستحق الاحترام والتقدير ، ونأسف أن وصل المسلمون –
ومنهم بعض الخاصة – إلى تلقي قمامات الغرب وجعلها كنوزاً ! وتلقي أوهامهم
وخيالاتهم وجعلها حقائق لا تقبل المناقشة ، ومثل ما في السؤال أنموذج لتلك
القمامات والترهات التي ينبغي أن يربأ المسلم بنفسه عنها ، فليس عليها سيما
العلم ، ولا تحمل من الحقيقة ولو قطميراً ! بل هي أوهام وخيالات وترهات
استطاع مخترعوها وكاذبوها أن يجدوا سوقاً بين المسلمين لترويج تلك البضاعات
الكاسدة ، ونعجب من بعض من يصدق هذه الترهات من المسلمين ممن يرد أحاديث
في صحيحي البخاري ومسلم بدعوى أنها آحاد ! ثم يصدق بوجود " جسد أثيري "
يتصل بالجسد الحقيقي بـ " خيط فضي " ! ، ثم يصدق أن ثمة من يرجع إلى الزمن
الماضي ، أو يصل إلى الزمن المستقبل ! ويصدق أنه يمكن أن يلتقي بعالم
الملائكة وعالم الجن ! كل ذلك يسوقه المرضى ، ويصدقه الحمقى .
ثانياً:
العجيب ممن يصدق هذا الكلام وهو يرى أن الإنسان وهو على قيد الحياة ، بروحه
، وبدنه ، وعقله ، يستطيع أن يقوم بأشياء خارقة ، وعظيمة ، بسبب ما سخَّره
الله له من علم ، وهو أمر يشاهد ، وليس ثمة من يكذبه ، فكيف يكون عند
الإنسان وهو نائم من القوة ما ليس عنده وهو مستيقظ ؟! وما هذا إلا كما
يفعله ويعتقده الوثنيون في أمواتهم الذين يقدسونهم ويعظمونهم ، فأولياؤهم
وهم على قيد الحياة يجوعون ويعطشون ويتبلون ويتبرزون ويمرضون ، بل ويقتلون ،
ثم إذا ماتوا أثبتوا لهم من الخوارق والأفعال ما يعجزون عن جزء يسير منه
وهم على قيد الحياة ! فمتى تُرجع كلا الطائفتين عقلها لبدنها ، وتقف على
حقيقة التوحيد ، وتلتزم الأخذ بالحقائق المشاهدة المحسوسة وتترك الخرافات
والأوهام ؟ .
ثالثاً:
من تأمل ما يشاع في هذا الزمن من العامة وبعض الخاصة من نحو ما في السؤال
يجد قوة تأثير العقائد البوذية وعقائد الإلحاد على ما يعتقدونه نافعاً
صواباً ، ابتداء بالبرمجة اللغوية العصبية ، إلى تغيير العقل ، إلى العلاج
بالطاقة ، في قائمة تطول ، كلها تقوم على الخرافة والوهم ، وهي تصلح لبعض
المرضى النفسيين لا أكثر ، وما نحن فيه الآن – وهو الخروج من الجسد – من
يتأمله يجد أهله الذين يعتقدونه لا يدينون بالإسلام ، ولا يعترفون بالله
تعالى ربّاً ، وكلها أمور غيبية نأسف أن يتلقفها المسلمون من مثل أولئك
الملحدين ، ومن ينظر في المنتديات التي تنشر ترهات الخروج من الجسد يجد
الأمر أشبه ما يكون بالرسوم المتحركة الفضائية ، والخيالية .
وها نحن نرى ما جاءت الشريعة الإسلامية المطهرة بمحاربته ، والحكم عليه
بالشرك والوثنية : أصبح الآن " علماً " ! تُعقد له الدورات ، وتُعطى فيه
الألقاب والشهادات ، وتُدفع له أعلى الأثمان لحضوره ، وتعلمه ! وتجد هذا
المسلم يحكم على من ينظر في " فنجان القهوة " ليخبرك بمستقبلك وحقيقة
شخصيتك بأنه كاهن ، دجال – وهو كذلك - ، لكنه في الوقت نفسه يعطيك من
المعلومات الغيبية عنك أضعافاً مضاعفة من ذلك الكاهن الدجال بالنظر في "
توقيعك " !! حتى صار هذا الأمر " علماً " وله اختصاصيون من المسلمين !!
فبمجرد النظر في " توقيعك " يخبره بصفاتك ، فيخبرك بأنك – مثلاً - انطوائي ،
كريم ، متسامح ، متعاون ، يحب السلام ، له نظرة مستقبلية ، كتوم بعض الشيء
! – انظر للدقة " بعض الشيء " ! – ويخبرك بما تحب من الألوان ! وغير ذلك
من الترهات والكهانة العصرية ، وما ذكرناه ليس نسجاً من الخيال ، بل نقلنا
بعضه من مقابلة مع شخصية إسلامية مشهورة ، وعلى الجانب الآخر كان " الكاهن "
! يخبره بما نقلنا جزء منه ، بمجرد رؤية توقيعه ، والله المستعان .
وحقّاً إن هؤلاء " حمقى " يقودهم " مرضى " ، وإليكم خرافة أخرى من خرافاتهم
" العلمية " وتُعطى فيما يسمَّى " دورات الريكي " ! فتجد الأحمق منهم يقول
مخاطباً معدته : " معدتي ! كيف حالك ؟ أرجو أنك بخير ، أرجو أن لا تسببي
لي المتاعب !! " ويخاطب سنَّه وقلبه وكليته وباقي أعضاء وأجزاء جسمه
بالطريقة الساذجة نفسها ، يحيي العضوء أو الجزء ، ويسأل عن حاله وأخباره !
ويرجوه أن لا يسبب له ألماً وأن لا يُمرضه !!! ، فهل هذا فعل العقلاء فضلاً
أن يكون فعل المسلمين ؟!!! أليس لو رأى ذلك أحد العقلاء فإنه سيحكم على
فاعله بأنه مجنون ويستحق الحجر عليه ؟! .
رابعاً:
خرافة " الخروج من الجسد " ، أو " السفر بالجسد " ، ويطلق عليه " الإسقاط
النجمي " : هو من هذا الباب ، فأصحابه يوهمونك أنك باستطاعتك السفر بجسدك "
الأثيري " إلى عوالم مختلفة ، كعالم الملائكة ، وعالم الجن ، وعالم البرزخ
! فترى الأموات وأرواحهم ، بل وتتنقل في أزمنة مختلفة ، فلك أن ترجع
للماضي ، ولك أن تذهب للمستقبل ! لترى من سيولد ! ويزعمون أنك تنتقل بوعيك
وأنت نائم ، يعني : أن الجسد فقط يكون نائماً ، بينما يكون عقلك في حالة
يقظة تامة ! ويعتقدون أنك تنتقل إلى تلك العوالم والأزمنة بجسد " أثيري " -
وهو جسم من الطاقة – وهو ينفصل عن الجسم المادي النائم ، ويبقى بقربه
أثناء النوم ، ويكون هذان الجسمان متصلان بـ " حبل فضي " يربط بينهما ! .
سذاجة ، وخرافة ، وأوهام ، وترهات ، وزندقة ، وإلحاد ، كل ذلك صار " علماً "
، وله مدربوه ، وله زبائنه التي تتعلق بالأوهام والخيالات ، وصرنا بحاجة
لأن نرجع مع هؤلاء الناس إلى أبجديات التوحيد ، ونعلمهم بأن الجن لا يُرى ،
وأن الملائكة كذلك ، وأن الغيب لا يعلمه إلا الله ، وأنه لا يمكن الرجوع
للوراء لمعرفة ماضيك ورؤيتك وأنت طفل ترضع وتكبر ، ولا لقاء الأموات قبل
موتك ، وهكذا في سلسلة من المسائل والأحكام من المفترض أن تكون عقائد راسخة
عند المسلمين ، ولعلَّ في هذا عبرة وعظة لمن يتزعم من الدعاة محاربة تدريس
التوحيد ، وغرس العقيدة الحقة في نفوس المسلمين ، زاعمين أن الأمة ليست
بحاجة لهذا ، وها هي الأمور تنكشف ، ويتبين أن الناس يُقدمون على الشرك ،
والكهانة بإرادتهم ، ويدفعون المبالغ الطائلة لأجل هذا ، بل يكون له منصب
فيها ورتبة ، ويحمل في " علومها " شهادة مصدَّقة .
خامساً:
ليس ثمة ما يسمى " الجسد الأثيري " ، ويستطيع أن يزعم صاحب أية خرافة مثل
هذه الأشياء ، ويبني عليها صروحاً من الكذب ، وهذا الذي حصل هنا ، فأثبتوا
فعلا وأطلقوا عليه اسماً ، واخترعوا جسداً وأطلقوا عليه اسماً ، ثم أوهموا
الناس أنهم دقيقون فذكروا لون " الخيط " الذي يربط بين الجسدين ، وأنه "
فضي " ! وهكذا في سلسلة أكاذيب ليس لها واقع في الوجود ، وبالطبع لا بد أن
يضعوا شروطاً للشخص حتى يصح له " خروجه وسفره " من جسده ، وأول ذلك
الاسترخاء التام ، ومن عجز عنه : فله أن يستعين بطاغوت " البرمجة العصبية "
فيردد " أريد أن أسترخي ، أريد أن أسترخي " ويكررها بحماقة حتى يوهم نفسه
أنه استرخى ! ، والواقع أنه ليس ثمة ما يسمى بالجسد الأثيري إلا في أذهان
أولئك الذين يصلحون لإنتاج الرسوم المتحركة الفضائية والخيالية .
1. سئلت الدكتورة فوز كردي – حفظها الله – وهي من أوائل من تنبه لطاغوت
البرمجة العصبية وأخواتها ، ولها ردود منتشرة عليهم ، بل حازت على رسالتي
الماجستير والدكتوراة في العقيدة وضمنتهما الرد على تلك البرامج والادعات
والعلاجات - :
هل " الجسم الأثيري " له أصل في الشرع ، أم أنه مجرد توقعات ، أو سحر ، وخزعبلات ؟ .
فأجابت:
بالنسبة للجسم الأثيري : فهو أولاً: قول مبني على نظرية قديمة ، تفترض وجود
مادة " الأثير " ، وهي مادة مطلقة قوية غير مرئية ! تملأ الفراغ في الكون ،
سمَّاها " أرسطو " : العنصر الخامس ، وعدّها عنصراً ساميًا ، شريفًا ،
ثابتًا ، غير قابل للتغيير ، والفساد ، وقد أثبت العلم الحديث عدم وجود
الأثير ، ولكن الفلسفات القديمة المتعلقة بالأثير بقيت كما في الفلسفات
المتعلقة بالعناصر الخمسة ، أو الأربعة .
ثانياً: قول تروج له حديثاً التطبيقات الاستشفائية ، والتدريبية ، المستمدة
من الفلسفة الشرقية ، ومع أن التراث المعرفي المستمد من الوحي المعصوم
بيّنٌ أوضح البيان ، وغنيٌّ كل الغنى بأصول ما يعرّف الإنسان بنفسه وقواه
الظاهرة والخفيَّة : إلا أن عقدة المفتونين بالعقل ، والمهووسين بالغرب
والشرق من المسلمين : جعلتهم يلتمسون ذلك فيما شاع هناك باسم " الأبحاث
الروحية " ، فنظروا إليها على أنها حقائق علمية ، أو خلاصة حضارة شرقية
عريقة ، وأعطوا لأباطيلها وتخرصات أهلها ما لم يعطوا لمحكمات الكتاب وقواطع
السنَّة ، ومن ذلك القول بتعدُّد أجساد الإنسان ، وقد يسمونها " الأبعاد "
، أو " الطاقات " ؛ للقطع بأنها اكتشافات علميّة ، وهذا القول حقيقته :
بعث لفلسفة الأجساد السبعة المعروفة في الأديان الشرقيَّة ، ومفادها أنّ
النفس الإنسانيّة تتكوَّن من عدَّة أجساد - اختلفوا في عدِّها ما بين
الخمسة إلى التسعة بحسب وجهات نظر فلسفيّة تتعلّق بمعتقدهم في ألوهية
الكواكب أو المؤثرات الخارجية - والمتَّفق عليه من هذه الأجساد : الجسم
البدنيّ أو الأرضيّ ، والجسم العاطفيّ ، والجسم العقليّ ، والجسم الحيويّ ،
والجسم الأثيريّ ، فالجسم البدنيّ : هو الظاهر الذي نتعامل معه ، وتنعكس
عليه حالات الأجساد الأخرى ، والجسم الأثيري : هو أهم هذه الأجساد ، وأساس
حياتها ، وهو منبع صحة الإنسان ، وروحانيته ، وسعادته ! .
وقد سرى هذا المعتقد في أوساط المسلمين بعد أن عُرض على أنه كشف علمي عبر
التطبيقات الشرقية المروجة على شكل دورات تدريبية ، أو تمارين استشفائية
مفتوحة لعامة الناس ، بعد أن كان هذا المعتقد غامضًا محصورًا في حُجَر
تحضير الأرواح ! عند خبراء حركة الروحية الحديثة .
فالاعتقاد بالجسم الأثيريّ كالاعتقاد بالعقل الباطن وقوى النفس ، إنما شاع
ذكره عند من غفل عن حقائق الغيب ، ورام الوصول إليها من غير طريق الرُّسُل ،
فأصل هذه المعتقدات مأخوذ من التراث المنقول في الديانات الوثنيّة
الشرقيّة ، والمعتقدات السرِّية الباطنيّة ، وكلّ تطبيقاتها الرياضيّة
والعلاجيّة الحديثة تدعو إلى تطوير قوى هذا الجسد لتنمية الجنس البشريّ حيث
يصبح بإمكان الإنسان في المستقبل فعل ما كان يُعدّ خارقة في العصور
الماضية ، كأن يصبح صاحب لمسة علاجيّة ، أو قدرة على التنبُّؤ ، أو التأثير
عن بُعد ، وغير ذلك ، دون أن يكون متنبِّئًا ، أو كاهنًا ، ومن ثم لا
يحتاج لأيِّ مصدر خارج عن نفسه ! ويستغني عن فكرة الدين ، أو معتقد
الألوهية - عياذاً بالله - .
انتهى
http://www.alfowz.com/index.php?opti...d=135&Itemid=2
2. وسئل الدكتور وهبة الزحيلي – وفقه الله - :
هل علوم " الميتافيزقيا " حرام ؟ هل علوم ما وراء الطبيعة والخوارق حلال أو
حرام ؟ وهي " التلبثة " - التواصل عن بُعد - ، " قراءة الأفكار "
telepahtic ، " الخروج الأثيري عن الجسد " out of body experience ، "
تحريك الأشياء بالنظر النظر المغناطيسي " ، " اليوجا ، و " التنويم
الإيحائي " ، " التاي شي " ، " الريكي " ، " التشي كونغ " ، "
المايكروبيوتك " ، " الشكرات " ، " الطاقة الكونية " ، " مسارات الطاقة " ،
" الين واليانغ " ؛ لأني وجدت موقعاً يحرِّمها - موقع الأستاذة فوز كردي -
السعودية- ؟ .
فأجاب:
هذه وسائل وهمية ، وإن ترتب عليها أحياناً بعض النتائج الصحيحة ، ويحرم
الاعتماد عليها وممارستها ، سواء بالخيال ، أو الفعل ، فإن مصدر العلم
الغيبي : هو الله وحده ، ومن اعتمد على هذه الشعوذات : كفر بالله ،
وبالوحي ، كما ثبت في صحاح الأحاديث النبوية الواردة في العَّراف ،
والكاهن ، ونحوهما .
وللوقوف على حقيقة النوم ، وعلاقته بالموت ، وشعور النائم بنفسه وهو يعلم : يُنظر جواب السؤال رقم : ( 14276 ) ففيه تفصيل ذلك بالكتاب والسنَّة وأقوال العلماء الثقات .
والله أعلم
بسم الله الرحمن الر حيم
السؤال
: قرأتُ موضوعاً في منتدى ، ولا أعرف الحكم ، وأخاف أن ينتشر ذلك في
المنتديات بسرعة ، وهذا هو الموضوع : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
: الخروج من الجسد ظاهرة عجيبة غريبة ، تستحق التجربة ، وهي من الظواهر
التي أثَّرت على مجرى حياتي ، وعلى مدى فهمي للأمور واستيعابها . فالأشياء
ليست كما نراها دائماً ، ولكل نومٍ قصة ، ولذا كان هذا التقرير : ما هو
الخروج من الجسد ؟ . الخروج من الجسد ( الإسقاط النجمي ) : الخروج من الجسد
ظاهرة طبيعية ، تحصل لكل البشر عند النوم ، ونحن كمسلمين نعلم علم اليقين
بانفصال النفس عن الجسد عند النوم ، ثم تعود النفس للجسد المادي حين نستيقظ
، قال صلى الله عليه وسلم : ( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ،
وما تنافر منها اختلف ) ، ويظهر هذا واضحاً في قوله تعالى : ( الله يتوفى
الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل
الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الزمر/ 42 ، ولذا سمي
النوم بالموتة الصغرى . الفرق الوحيد بين النوم وبين الخروج من الجسد هو
أننا عندما ننام لا ندرك الوعي ، أما في الخروج من الجسد : فتخرج النفس
باصطحاب الوعي ، ويرافق عقلنا هذا الجسد غير المرئي لعالم الأثير ( عالم
الأحلام ) . قد تكون الفكرة لمن لم يسمع من قبل بالخروج من الجسد غريبة بعض
الشيء ، وقد يظنها البعض ضرباً من ضروب الخيال ، والحقيقة هي أن تجربة
الخروج من الجسد من أرقى ما يمكن أن يمر به الإنسان من تجارب ، ويعجز عن
وصفها حتى الكلام ، عندما تتحرر من جسدك المادي ، وتنزع عنك مادية هذا
العالم بما في ذلك جسدك أنت ، وتبقى عبارة عن وعي وجسد شفاف . والخروج من
الجسد أمر ليس فيه لبس ، أي : لا ينفع أن يقول شخص أظن أني قد خرجت من جسمي
؛ لأنه ما إن يحصل له خروج من الجسد سيعرف تمام المعرفة أنه حصل ، ولا
يمكن أن يظن ( أي : الشخص ) أن الخروج من الجسد نوع من التأمل ، أو من
الخيال ، أو من التنويم الإيحائي ، إنه باختصار واضح ستعرفه ما إن تجربه ،
فما يخرج هو وعيك أنت : يحمله الجسم اللامرئي الذي ندعوه النفس ، ويدعوه
الغرب بـ " الجسم النجمي " ، والبعض بـ " الجسم الأثيري " ، في النهاية هو
جسم شفاف غير مرئي ، جزء منا نحن ينفصل عنَّا عندما ننام ، ثم يعود عندما
نستيقظ . إلى أين تذهب بعد الخروج ؟ : إلى العالم الأثيري ، وهو العالم
الذي تتحقق فيه الأحلام ، فلو تخيلت بعد الخروج من جسدك بأن هناك شجرة في
منتصف غرفتك ستجدها أمامك في لمح البصر !! . هو عالم يتجرد عن قوانين
الفيزياء بشتى أنواعها ، حيث يمكنك فيه التنقل بين المكان والزمان في لحظات
، وحيث الثواني قد تعني الأيام في هذا العالم . وفيه قد تلتقي بأناس آخرين
قد دخلوا لهذا العالم الأثيري . أنواع الخروج : النوع الأول : وهو النوع
الذي نتكلم عنه ، وهو الخروج من الجسد في حال الوعي التام خارج الجسد .
النوع الثاني : وهو الوعي بعد الدخول في النوم ، وهو الوعي داخل الأحلام ،
ويمكنك حينها التحكم في الأحلام كفيما تشاء . كيف نستطيع الخروج من الجسد ؟
: هناك الكثير من التمارين والدورات بهذا الخصوص ، حيث تكون عبارة عن
ورشات عمل ، حيث يبدؤون فيها بالاسترخاء ، وإتقان هذه المهارة مهم جدّاً
لعملية الخروج من الجسد ، وتختلف الطرق باختلاف المدربين ، واختلاف مدارس
الطاقة وعلومها ، ولذا ينصح بأخذ دورة متخصصة لإتقان هذه المهارة ، وحتى
يتسنى لكم التحكم فيها ، والبقاء لمدة أطول في العالم الأثيري . تجربتي
الشخصية : لقد كانت بدايتي مع هذه الظاهرة منذ 4 سنوات ، حيث جذبتني جدّاً
لاهتمامي بهذه الأمور الغير اعتيادية ، فحاولت جاهداً البحث في كل مكان عن
الطرق والتدريبات ، وحاولت تدريب نفسي بداية من الاسترخاء والتنويم
الإيحائي الذاتي ، ووصولاً إلى الإسقاط النجمي ، والتحكم في مراكز الطاقة .
ونجحت في الوصول للنوع الثاني عدة مرات ، وكانت تجارب مثيرة بالفعل استحقت
عناء التجربة ، ولأنني لم أتعلم على يد مدرب ، وإنما كانت عن طريق بحث
وتدريب ذاتي ، لم أصل للنوع الأول ، وهو الوعي الكامل خارج الجسد إلا في
مناسبات قليلة لم تتجاوز الثلاث مرات خلال المدة الماضية ، مع كونها قصيرة
جدّاً إلا أنها كانت من التجارب التي لا تُنسى . بالنسبة لتجربتي كانت في
محيط المنزل ، ولم أستطع الذهاب إلى أي مكان ؛ لكثرة توارد الأفكار ؛
ولدهشتي ؛ واستغرابي . في إحدى المرات كنت خارج جسدي في غرفتي ، فذهبت إلى
الصالة ، فرأيت والدي ممسكاً الصحيفة ويكلم أخي الأصغر ، ثم رأيت والدتي
متجهة إلى غرفتي ، فأردت الرجوع بسرعة قبل أن تأتي ، فشعرت بشيء يشدني إلى
الخلف بسرعة حتى استيقظت ، فرأيت والدتي وهي تفتح باب الغرفة ، قمت بعدها
مسرعاً لأتأكد فإذا بوالدي على نفس الهيئة والوضعية التي رأيت وهو يكلم أخي
، فكان شعوراً لا يوصف . انتهى الموضوع ، أرجوا الإفادة .
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
ليس كل ما يُسمع ويُقرأ يستحق الاحترام والتقدير ، ونأسف أن وصل المسلمون –
ومنهم بعض الخاصة – إلى تلقي قمامات الغرب وجعلها كنوزاً ! وتلقي أوهامهم
وخيالاتهم وجعلها حقائق لا تقبل المناقشة ، ومثل ما في السؤال أنموذج لتلك
القمامات والترهات التي ينبغي أن يربأ المسلم بنفسه عنها ، فليس عليها سيما
العلم ، ولا تحمل من الحقيقة ولو قطميراً ! بل هي أوهام وخيالات وترهات
استطاع مخترعوها وكاذبوها أن يجدوا سوقاً بين المسلمين لترويج تلك البضاعات
الكاسدة ، ونعجب من بعض من يصدق هذه الترهات من المسلمين ممن يرد أحاديث
في صحيحي البخاري ومسلم بدعوى أنها آحاد ! ثم يصدق بوجود " جسد أثيري "
يتصل بالجسد الحقيقي بـ " خيط فضي " ! ، ثم يصدق أن ثمة من يرجع إلى الزمن
الماضي ، أو يصل إلى الزمن المستقبل ! ويصدق أنه يمكن أن يلتقي بعالم
الملائكة وعالم الجن ! كل ذلك يسوقه المرضى ، ويصدقه الحمقى .
ثانياً:
العجيب ممن يصدق هذا الكلام وهو يرى أن الإنسان وهو على قيد الحياة ، بروحه
، وبدنه ، وعقله ، يستطيع أن يقوم بأشياء خارقة ، وعظيمة ، بسبب ما سخَّره
الله له من علم ، وهو أمر يشاهد ، وليس ثمة من يكذبه ، فكيف يكون عند
الإنسان وهو نائم من القوة ما ليس عنده وهو مستيقظ ؟! وما هذا إلا كما
يفعله ويعتقده الوثنيون في أمواتهم الذين يقدسونهم ويعظمونهم ، فأولياؤهم
وهم على قيد الحياة يجوعون ويعطشون ويتبلون ويتبرزون ويمرضون ، بل ويقتلون ،
ثم إذا ماتوا أثبتوا لهم من الخوارق والأفعال ما يعجزون عن جزء يسير منه
وهم على قيد الحياة ! فمتى تُرجع كلا الطائفتين عقلها لبدنها ، وتقف على
حقيقة التوحيد ، وتلتزم الأخذ بالحقائق المشاهدة المحسوسة وتترك الخرافات
والأوهام ؟ .
ثالثاً:
من تأمل ما يشاع في هذا الزمن من العامة وبعض الخاصة من نحو ما في السؤال
يجد قوة تأثير العقائد البوذية وعقائد الإلحاد على ما يعتقدونه نافعاً
صواباً ، ابتداء بالبرمجة اللغوية العصبية ، إلى تغيير العقل ، إلى العلاج
بالطاقة ، في قائمة تطول ، كلها تقوم على الخرافة والوهم ، وهي تصلح لبعض
المرضى النفسيين لا أكثر ، وما نحن فيه الآن – وهو الخروج من الجسد – من
يتأمله يجد أهله الذين يعتقدونه لا يدينون بالإسلام ، ولا يعترفون بالله
تعالى ربّاً ، وكلها أمور غيبية نأسف أن يتلقفها المسلمون من مثل أولئك
الملحدين ، ومن ينظر في المنتديات التي تنشر ترهات الخروج من الجسد يجد
الأمر أشبه ما يكون بالرسوم المتحركة الفضائية ، والخيالية .
وها نحن نرى ما جاءت الشريعة الإسلامية المطهرة بمحاربته ، والحكم عليه
بالشرك والوثنية : أصبح الآن " علماً " ! تُعقد له الدورات ، وتُعطى فيه
الألقاب والشهادات ، وتُدفع له أعلى الأثمان لحضوره ، وتعلمه ! وتجد هذا
المسلم يحكم على من ينظر في " فنجان القهوة " ليخبرك بمستقبلك وحقيقة
شخصيتك بأنه كاهن ، دجال – وهو كذلك - ، لكنه في الوقت نفسه يعطيك من
المعلومات الغيبية عنك أضعافاً مضاعفة من ذلك الكاهن الدجال بالنظر في "
توقيعك " !! حتى صار هذا الأمر " علماً " وله اختصاصيون من المسلمين !!
فبمجرد النظر في " توقيعك " يخبره بصفاتك ، فيخبرك بأنك – مثلاً - انطوائي ،
كريم ، متسامح ، متعاون ، يحب السلام ، له نظرة مستقبلية ، كتوم بعض الشيء
! – انظر للدقة " بعض الشيء " ! – ويخبرك بما تحب من الألوان ! وغير ذلك
من الترهات والكهانة العصرية ، وما ذكرناه ليس نسجاً من الخيال ، بل نقلنا
بعضه من مقابلة مع شخصية إسلامية مشهورة ، وعلى الجانب الآخر كان " الكاهن "
! يخبره بما نقلنا جزء منه ، بمجرد رؤية توقيعه ، والله المستعان .
وحقّاً إن هؤلاء " حمقى " يقودهم " مرضى " ، وإليكم خرافة أخرى من خرافاتهم
" العلمية " وتُعطى فيما يسمَّى " دورات الريكي " ! فتجد الأحمق منهم يقول
مخاطباً معدته : " معدتي ! كيف حالك ؟ أرجو أنك بخير ، أرجو أن لا تسببي
لي المتاعب !! " ويخاطب سنَّه وقلبه وكليته وباقي أعضاء وأجزاء جسمه
بالطريقة الساذجة نفسها ، يحيي العضوء أو الجزء ، ويسأل عن حاله وأخباره !
ويرجوه أن لا يسبب له ألماً وأن لا يُمرضه !!! ، فهل هذا فعل العقلاء فضلاً
أن يكون فعل المسلمين ؟!!! أليس لو رأى ذلك أحد العقلاء فإنه سيحكم على
فاعله بأنه مجنون ويستحق الحجر عليه ؟! .
رابعاً:
خرافة " الخروج من الجسد " ، أو " السفر بالجسد " ، ويطلق عليه " الإسقاط
النجمي " : هو من هذا الباب ، فأصحابه يوهمونك أنك باستطاعتك السفر بجسدك "
الأثيري " إلى عوالم مختلفة ، كعالم الملائكة ، وعالم الجن ، وعالم البرزخ
! فترى الأموات وأرواحهم ، بل وتتنقل في أزمنة مختلفة ، فلك أن ترجع
للماضي ، ولك أن تذهب للمستقبل ! لترى من سيولد ! ويزعمون أنك تنتقل بوعيك
وأنت نائم ، يعني : أن الجسد فقط يكون نائماً ، بينما يكون عقلك في حالة
يقظة تامة ! ويعتقدون أنك تنتقل إلى تلك العوالم والأزمنة بجسد " أثيري " -
وهو جسم من الطاقة – وهو ينفصل عن الجسم المادي النائم ، ويبقى بقربه
أثناء النوم ، ويكون هذان الجسمان متصلان بـ " حبل فضي " يربط بينهما ! .
سذاجة ، وخرافة ، وأوهام ، وترهات ، وزندقة ، وإلحاد ، كل ذلك صار " علماً "
، وله مدربوه ، وله زبائنه التي تتعلق بالأوهام والخيالات ، وصرنا بحاجة
لأن نرجع مع هؤلاء الناس إلى أبجديات التوحيد ، ونعلمهم بأن الجن لا يُرى ،
وأن الملائكة كذلك ، وأن الغيب لا يعلمه إلا الله ، وأنه لا يمكن الرجوع
للوراء لمعرفة ماضيك ورؤيتك وأنت طفل ترضع وتكبر ، ولا لقاء الأموات قبل
موتك ، وهكذا في سلسلة من المسائل والأحكام من المفترض أن تكون عقائد راسخة
عند المسلمين ، ولعلَّ في هذا عبرة وعظة لمن يتزعم من الدعاة محاربة تدريس
التوحيد ، وغرس العقيدة الحقة في نفوس المسلمين ، زاعمين أن الأمة ليست
بحاجة لهذا ، وها هي الأمور تنكشف ، ويتبين أن الناس يُقدمون على الشرك ،
والكهانة بإرادتهم ، ويدفعون المبالغ الطائلة لأجل هذا ، بل يكون له منصب
فيها ورتبة ، ويحمل في " علومها " شهادة مصدَّقة .
خامساً:
ليس ثمة ما يسمى " الجسد الأثيري " ، ويستطيع أن يزعم صاحب أية خرافة مثل
هذه الأشياء ، ويبني عليها صروحاً من الكذب ، وهذا الذي حصل هنا ، فأثبتوا
فعلا وأطلقوا عليه اسماً ، واخترعوا جسداً وأطلقوا عليه اسماً ، ثم أوهموا
الناس أنهم دقيقون فذكروا لون " الخيط " الذي يربط بين الجسدين ، وأنه "
فضي " ! وهكذا في سلسلة أكاذيب ليس لها واقع في الوجود ، وبالطبع لا بد أن
يضعوا شروطاً للشخص حتى يصح له " خروجه وسفره " من جسده ، وأول ذلك
الاسترخاء التام ، ومن عجز عنه : فله أن يستعين بطاغوت " البرمجة العصبية "
فيردد " أريد أن أسترخي ، أريد أن أسترخي " ويكررها بحماقة حتى يوهم نفسه
أنه استرخى ! ، والواقع أنه ليس ثمة ما يسمى بالجسد الأثيري إلا في أذهان
أولئك الذين يصلحون لإنتاج الرسوم المتحركة الفضائية والخيالية .
1. سئلت الدكتورة فوز كردي – حفظها الله – وهي من أوائل من تنبه لطاغوت
البرمجة العصبية وأخواتها ، ولها ردود منتشرة عليهم ، بل حازت على رسالتي
الماجستير والدكتوراة في العقيدة وضمنتهما الرد على تلك البرامج والادعات
والعلاجات - :
هل " الجسم الأثيري " له أصل في الشرع ، أم أنه مجرد توقعات ، أو سحر ، وخزعبلات ؟ .
فأجابت:
بالنسبة للجسم الأثيري : فهو أولاً: قول مبني على نظرية قديمة ، تفترض وجود
مادة " الأثير " ، وهي مادة مطلقة قوية غير مرئية ! تملأ الفراغ في الكون ،
سمَّاها " أرسطو " : العنصر الخامس ، وعدّها عنصراً ساميًا ، شريفًا ،
ثابتًا ، غير قابل للتغيير ، والفساد ، وقد أثبت العلم الحديث عدم وجود
الأثير ، ولكن الفلسفات القديمة المتعلقة بالأثير بقيت كما في الفلسفات
المتعلقة بالعناصر الخمسة ، أو الأربعة .
ثانياً: قول تروج له حديثاً التطبيقات الاستشفائية ، والتدريبية ، المستمدة
من الفلسفة الشرقية ، ومع أن التراث المعرفي المستمد من الوحي المعصوم
بيّنٌ أوضح البيان ، وغنيٌّ كل الغنى بأصول ما يعرّف الإنسان بنفسه وقواه
الظاهرة والخفيَّة : إلا أن عقدة المفتونين بالعقل ، والمهووسين بالغرب
والشرق من المسلمين : جعلتهم يلتمسون ذلك فيما شاع هناك باسم " الأبحاث
الروحية " ، فنظروا إليها على أنها حقائق علمية ، أو خلاصة حضارة شرقية
عريقة ، وأعطوا لأباطيلها وتخرصات أهلها ما لم يعطوا لمحكمات الكتاب وقواطع
السنَّة ، ومن ذلك القول بتعدُّد أجساد الإنسان ، وقد يسمونها " الأبعاد "
، أو " الطاقات " ؛ للقطع بأنها اكتشافات علميّة ، وهذا القول حقيقته :
بعث لفلسفة الأجساد السبعة المعروفة في الأديان الشرقيَّة ، ومفادها أنّ
النفس الإنسانيّة تتكوَّن من عدَّة أجساد - اختلفوا في عدِّها ما بين
الخمسة إلى التسعة بحسب وجهات نظر فلسفيّة تتعلّق بمعتقدهم في ألوهية
الكواكب أو المؤثرات الخارجية - والمتَّفق عليه من هذه الأجساد : الجسم
البدنيّ أو الأرضيّ ، والجسم العاطفيّ ، والجسم العقليّ ، والجسم الحيويّ ،
والجسم الأثيريّ ، فالجسم البدنيّ : هو الظاهر الذي نتعامل معه ، وتنعكس
عليه حالات الأجساد الأخرى ، والجسم الأثيري : هو أهم هذه الأجساد ، وأساس
حياتها ، وهو منبع صحة الإنسان ، وروحانيته ، وسعادته ! .
وقد سرى هذا المعتقد في أوساط المسلمين بعد أن عُرض على أنه كشف علمي عبر
التطبيقات الشرقية المروجة على شكل دورات تدريبية ، أو تمارين استشفائية
مفتوحة لعامة الناس ، بعد أن كان هذا المعتقد غامضًا محصورًا في حُجَر
تحضير الأرواح ! عند خبراء حركة الروحية الحديثة .
فالاعتقاد بالجسم الأثيريّ كالاعتقاد بالعقل الباطن وقوى النفس ، إنما شاع
ذكره عند من غفل عن حقائق الغيب ، ورام الوصول إليها من غير طريق الرُّسُل ،
فأصل هذه المعتقدات مأخوذ من التراث المنقول في الديانات الوثنيّة
الشرقيّة ، والمعتقدات السرِّية الباطنيّة ، وكلّ تطبيقاتها الرياضيّة
والعلاجيّة الحديثة تدعو إلى تطوير قوى هذا الجسد لتنمية الجنس البشريّ حيث
يصبح بإمكان الإنسان في المستقبل فعل ما كان يُعدّ خارقة في العصور
الماضية ، كأن يصبح صاحب لمسة علاجيّة ، أو قدرة على التنبُّؤ ، أو التأثير
عن بُعد ، وغير ذلك ، دون أن يكون متنبِّئًا ، أو كاهنًا ، ومن ثم لا
يحتاج لأيِّ مصدر خارج عن نفسه ! ويستغني عن فكرة الدين ، أو معتقد
الألوهية - عياذاً بالله - .
انتهى
http://www.alfowz.com/index.php?opti...d=135&Itemid=2
2. وسئل الدكتور وهبة الزحيلي – وفقه الله - :
هل علوم " الميتافيزقيا " حرام ؟ هل علوم ما وراء الطبيعة والخوارق حلال أو
حرام ؟ وهي " التلبثة " - التواصل عن بُعد - ، " قراءة الأفكار "
telepahtic ، " الخروج الأثيري عن الجسد " out of body experience ، "
تحريك الأشياء بالنظر النظر المغناطيسي " ، " اليوجا ، و " التنويم
الإيحائي " ، " التاي شي " ، " الريكي " ، " التشي كونغ " ، "
المايكروبيوتك " ، " الشكرات " ، " الطاقة الكونية " ، " مسارات الطاقة " ،
" الين واليانغ " ؛ لأني وجدت موقعاً يحرِّمها - موقع الأستاذة فوز كردي -
السعودية- ؟ .
فأجاب:
هذه وسائل وهمية ، وإن ترتب عليها أحياناً بعض النتائج الصحيحة ، ويحرم
الاعتماد عليها وممارستها ، سواء بالخيال ، أو الفعل ، فإن مصدر العلم
الغيبي : هو الله وحده ، ومن اعتمد على هذه الشعوذات : كفر بالله ،
وبالوحي ، كما ثبت في صحاح الأحاديث النبوية الواردة في العَّراف ،
والكاهن ، ونحوهما .
وللوقوف على حقيقة النوم ، وعلاقته بالموت ، وشعور النائم بنفسه وهو يعلم : يُنظر جواب السؤال رقم : ( 14276 ) ففيه تفصيل ذلك بالكتاب والسنَّة وأقوال العلماء الثقات .
والله أعلم