أمَّا بعد.
مَا يُؤسفُني حَقًّا, أنكَ لازلتَ بِعُصارَة ذاكِرَتي المُحَطَّمَة , أو رُبَّما قِنْديلاً أبيضًا بِحافَّة ذلكَ البابِ الشاحبِ الأصفَر , الذي بتُّ أراهُ كَوَجهكَ المُرافقٍ لي كُلَّ ليلَةٍ , لا زلتُ أفتحُ نافذَتي التي مَا لبتَت تَحمرُّ
خَجلاً كُلَّمَا تَذَكَّرتُ ذلكَ الفِراقَ الذي رَسَمتهُ عَلى حافَّة القَدَر , و تَخجلُ أكثر كُلَّمَا حَدَّتثهَا عَن وطَنٍ كنتَ أنتَ صورتَه , و هَا أنا ذي أجلسُ عَلى حاشيَتهَا المَخدوشَة القديمَة , أتجرَّعُ الألمَ الذي خلَّفتهُ بَقايَا
ذَاكرَتي , و أتذوقُ حُروفَك التي صرتُ أشتهيهَا كُلَّما اشتقتً إليكَ.. !
بْصَراحةٍ قَاتلَة , لا زلتُ أعانقُ بَتلاتَ حُلُمٍ كُنَّا قَد صَنَعنَاهُ أنا و أنتَ فِي أحدِ الأحلام إبَان حَربٍ خلَّفَت سقوطَ قَلبين , جَعلتَني حينَها , أدركُ أنَّهُ ما كَان عَلينَا أصلاً أن نَحلمَ , فالحُلُمُ جريمةُ العاقلين.. !
كنتُ أضنُّ نَفسي قادرةً عَلى إمساكِ ذلكَ الحلمَ البنفسَجي, ووضعهِ بالحقيبة المخصَّصَة لذلك, لكنَّ الحقيبةَ للأسف سَقطتْ فسَقَطت معهَا أحلامنَا المبتورَةَ , كنتُ أتألم كلَّ لحظةٍ أتذكرُ فيهَا فُتَاتَ تلكَ
الذاكرةَ المَوْءودةِ..كنتُ أتألمُ بِصمتِ موجعٍ حدَّ الشفَقَة, ليسَ لشيء, فقَط لأنني لم أرَد أن أتخيَّلك وأنت تَنسَكبُ عَلَى الغيومِ التي تَحملُ ضَحكاتكَ الذائبَة في حُلُمي الصغير.. !
لا زلتُ أتجولُ و أتجولُ بينَ أسوارٍ المَاضي عَلى عَتبَاتِ طَيفكَ, و أتوغَّل بينَ ثَنايَا الحنين فَيَكادُ يَقتُلُني.. !!
صَدقنِي فَأنَا أموتُ كُلَّ مرةٍ , أتنشَّقُ فيهَا ألماً , شوقَا , في كلِّ مرَّة أتنشقُ فيهَا حياةُ جديدةً بعيدةَ عن تلكَ الأبوابِ البيضاءَ التي تُحاصرُ جسَدكَ الموغل في الرَّحيل , و أكتشفُ كلَّ ليلَةٍ أنَّ تلكَ الأنفاسَ
الأخيرة التي تنشَّقتُهَا خلسَةً عنكَ , صارَت تنتحبُ و تَعضُّ الشوقَ عَلى شَفَتيْهَا و تَرمي بِنَفسْهَا كلَّ مرَّة استنشقتُك فيهَا.. !
و لأنَّنا لا نموتُ مرَّتين , كَما نحيَا مرَّتين , قرَّرتُ نسيانَك , عَلى أمل الموتِ و اللحاق بك, لا يُهمُّ إن كنتُ سَاعاقبُ عَلى هذا القرَار أم لا , لَكن تَذكَّر دائمًا أنهُ رغمَ المسَافات التي بَينَنَا فَصوتكَ يَصلني
و يُورثُني شُعوراً بالحيَاة.. !
ارجو ان تنال اعجابكم
مَا يُؤسفُني حَقًّا, أنكَ لازلتَ بِعُصارَة ذاكِرَتي المُحَطَّمَة , أو رُبَّما قِنْديلاً أبيضًا بِحافَّة ذلكَ البابِ الشاحبِ الأصفَر , الذي بتُّ أراهُ كَوَجهكَ المُرافقٍ لي كُلَّ ليلَةٍ , لا زلتُ أفتحُ نافذَتي التي مَا لبتَت تَحمرُّ
خَجلاً كُلَّمَا تَذَكَّرتُ ذلكَ الفِراقَ الذي رَسَمتهُ عَلى حافَّة القَدَر , و تَخجلُ أكثر كُلَّمَا حَدَّتثهَا عَن وطَنٍ كنتَ أنتَ صورتَه , و هَا أنا ذي أجلسُ عَلى حاشيَتهَا المَخدوشَة القديمَة , أتجرَّعُ الألمَ الذي خلَّفتهُ بَقايَا
ذَاكرَتي , و أتذوقُ حُروفَك التي صرتُ أشتهيهَا كُلَّما اشتقتً إليكَ.. !
بْصَراحةٍ قَاتلَة , لا زلتُ أعانقُ بَتلاتَ حُلُمٍ كُنَّا قَد صَنَعنَاهُ أنا و أنتَ فِي أحدِ الأحلام إبَان حَربٍ خلَّفَت سقوطَ قَلبين , جَعلتَني حينَها , أدركُ أنَّهُ ما كَان عَلينَا أصلاً أن نَحلمَ , فالحُلُمُ جريمةُ العاقلين.. !
كنتُ أضنُّ نَفسي قادرةً عَلى إمساكِ ذلكَ الحلمَ البنفسَجي, ووضعهِ بالحقيبة المخصَّصَة لذلك, لكنَّ الحقيبةَ للأسف سَقطتْ فسَقَطت معهَا أحلامنَا المبتورَةَ , كنتُ أتألم كلَّ لحظةٍ أتذكرُ فيهَا فُتَاتَ تلكَ
الذاكرةَ المَوْءودةِ..كنتُ أتألمُ بِصمتِ موجعٍ حدَّ الشفَقَة, ليسَ لشيء, فقَط لأنني لم أرَد أن أتخيَّلك وأنت تَنسَكبُ عَلَى الغيومِ التي تَحملُ ضَحكاتكَ الذائبَة في حُلُمي الصغير.. !
لا زلتُ أتجولُ و أتجولُ بينَ أسوارٍ المَاضي عَلى عَتبَاتِ طَيفكَ, و أتوغَّل بينَ ثَنايَا الحنين فَيَكادُ يَقتُلُني.. !!
صَدقنِي فَأنَا أموتُ كُلَّ مرةٍ , أتنشَّقُ فيهَا ألماً , شوقَا , في كلِّ مرَّة أتنشقُ فيهَا حياةُ جديدةً بعيدةَ عن تلكَ الأبوابِ البيضاءَ التي تُحاصرُ جسَدكَ الموغل في الرَّحيل , و أكتشفُ كلَّ ليلَةٍ أنَّ تلكَ الأنفاسَ
الأخيرة التي تنشَّقتُهَا خلسَةً عنكَ , صارَت تنتحبُ و تَعضُّ الشوقَ عَلى شَفَتيْهَا و تَرمي بِنَفسْهَا كلَّ مرَّة استنشقتُك فيهَا.. !
و لأنَّنا لا نموتُ مرَّتين , كَما نحيَا مرَّتين , قرَّرتُ نسيانَك , عَلى أمل الموتِ و اللحاق بك, لا يُهمُّ إن كنتُ سَاعاقبُ عَلى هذا القرَار أم لا , لَكن تَذكَّر دائمًا أنهُ رغمَ المسَافات التي بَينَنَا فَصوتكَ يَصلني
و يُورثُني شُعوراً بالحيَاة.. !
ارجو ان تنال اعجابكم