بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
لما فشى الشرك في الأرض واندرست معالم التوحيد، وصرفت العبودية لمن لا يستحقها، وذل الناس وخضعوا لغير خالقهم، وسادت في الأرض معالم الجاهلية، بعث الله سبحانه الأنبياء عليهم السلام لدعوة الناس إلى توحيد الله وإفراده بالعبودية والذل والخضوع والاستسلام.
إن حصر مفهوم الإسلام والتوحيد والعبودية في العبادات الشخصية كالصلاة والصيام والزكاة ونحوها، وبناء مفهوم الشرك على هذا الفهم، هو فهم قاصر، وخطأ فادح في فهم شمولية الدين وسعته واندراج جميع شؤون الحياة تحته ودخولها في دائرته.
عندما يُفسّر الإسلام بأنه: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك.
لابد من فهم هذا الأمر فهما شاملاً، فالإسلام هو التوحيد وكل شرائعه مبنية أساساً على التوحيد، وحصر التوحيد والشرك فيما يتعلق بعبادة القبور والاضرحة هو حصر ناتج عن فهم قاصر لمعني الإسلام وشمولية التوحيد.
إن مظاهر الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة غير محصورة في العبادات الشخصية، بل إن من أعظم مظاهر التوحيد والاستسلام لله هو إقامة شرع الله، وتنظيم شؤون المسلمين بشرع الله وحكمه، والبراءة من الطاغوت وأحكامه.
إن معاني الربوبية والعبودية والوحدانية والقهر والسلطان والملك والعزة إنما تظهر حقيقتها عندما يكون شرع الله وحكمه هو المصدر الوحيد في تسيير شؤون المجتمع المسلم.
كما أن معاني العبودية والمحبة الذل والخضوع والاستسلام والانقياد تظهر جليا عندما يكون شرع الله هو الحكم بيننا والمرجع الوحيد في الفصل والقضاء بين الناس.
إن الحاكم الذي يدفع حكم الله ويحكم بغيره هو طاغوت جعل نفسه نداً لله يعارضه في حكمه وسلطانه، ويصرف الناس من الخضوع لله وحكمه إلى الخضوع لغير الله والاستسلام لحكم الطاغوت.
إن المجتمع الذي يتعبّد لله ويُفرده في صلاته وصيامه، ويشرك به في حكمه ويذل ويخضع لغير شرعه، هو مجتمع خلط بين التوحيد والشرك، والعبودية لله، والعبودية للطاغوت.
وما نراه اليوم من دعوة أكثر المنتسبين للعلم والدعوة إلى توحيد الله ومحاربة شرك القبور، وحكمهم مع هذا بإسلام الطواغيت المشرعين مع الله، وصحة ولايتهم ودعوة الناس إلى السمع والطاعة لهم، لهو أمر في غاية العجب.
يدعون الناس إلى توحيد الله في بعض العبادات، ويدعون إلى الشرك بالله في البعض الآخر.
إن الصلاة والصيام عبادة، كما أن الحكم بشرع الله والتحاكم إليه عبادة أيضاً.
فكيف يمكن أن نُخلص التوحيد لله في كل العبادات إذا كنا ندعوا الناس إلى توحيد الله في الصلاة والصيام والنذر، وندعوهم إلى السمع والطاعة للطاغوت وحكمه؟
فالله سبحانه وتعالى يقول:{ فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يُشرك بعبادة ربه أحداً}
وهو القائل أيضاً: {ولا يشركُ في حكمه أحداً}
وهو القائل أيضاً: {إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه}.
فالحكم بحكم الله عبادة، والحكم والتحاكم إلى غيره شرك، فما بال العلماء والدعاة يدعون إلى التوحيد والشرك.
قد يقول بعض الناس: إن علماءنا ودعاتنا لا يدعون الناس إلى الحكم بغير شرع الله، ولا يدعونهم إلى التحاكم إلى الطاغوت.
فالجواب: إن كان الحاكم لا يحكم بشرع الله فهو طاغوت، ونظامه نظام طاغوتي، ولا يصح التوحيد إلا بالكفر بالطاغوت.
قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}
فإذا كان العلماء يدعوننا إلى التوحيد فلابد لنا أن نكفر بالطاغوت حتى يصح منّا التوحيد.
وإذا كان الحاكم يحكم بغير شرع الله فهو طاغوت.
وإذا كان النظام ليس قائما على شرع الله فهو نظام قائم على شريعة الطاغوت.
فكيف يدعوننا إلى التوحيد مع دعوتهم إلى طاعة الطاغوت؟
عندما يأمروننا بطاعة الحكام فإنهم يأمروننا بطاعة الطاغوت، وإذا أطعنا الطاغوت أشركنا بالله وانتقض التوحيد.
وهل يمكن أن نسمع ونطيع الطاغوت بغير العمل والانخراط تحت حكمه ونظامه الطاغوني؟
إن التوحيد الخالص يكون مع الكفر بالطاغوت، والكفر بالطاغوت يكون بتكفيره وعداوته ومحاربته.
إن التوحيد صفاء ونقاء وطهارة وتجرد، والشرك نجاسة وقذارة، ولا يمكن أن تجتمع طهارة التوحيد مع نجاسة الشرك في قلب أبداً.
إن التوحيد الذي يدعوا إليه من يأمرنا بطاعة الطواغيت، هو توحيد ناقص لم يستوفِ كامل شروطه والتي من أعظمها الكفر بالطاغوت.
والجمع بين النقيضين والدعوة إليهما إنما هو ناتج عن سوء فهم حقيقة التوحيد وشموليته.
فهل سوف يعي هذا علماؤنا ودعاتنا ويصلحوا هذا الخطأ الفادح؟
نسأل الله أن يجعلنا من الموحدين الصادقين، وأن يحشرنا في زمرة النبيين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
لما فشى الشرك في الأرض واندرست معالم التوحيد، وصرفت العبودية لمن لا يستحقها، وذل الناس وخضعوا لغير خالقهم، وسادت في الأرض معالم الجاهلية، بعث الله سبحانه الأنبياء عليهم السلام لدعوة الناس إلى توحيد الله وإفراده بالعبودية والذل والخضوع والاستسلام.
إن حصر مفهوم الإسلام والتوحيد والعبودية في العبادات الشخصية كالصلاة والصيام والزكاة ونحوها، وبناء مفهوم الشرك على هذا الفهم، هو فهم قاصر، وخطأ فادح في فهم شمولية الدين وسعته واندراج جميع شؤون الحياة تحته ودخولها في دائرته.
عندما يُفسّر الإسلام بأنه: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك.
لابد من فهم هذا الأمر فهما شاملاً، فالإسلام هو التوحيد وكل شرائعه مبنية أساساً على التوحيد، وحصر التوحيد والشرك فيما يتعلق بعبادة القبور والاضرحة هو حصر ناتج عن فهم قاصر لمعني الإسلام وشمولية التوحيد.
إن مظاهر الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة غير محصورة في العبادات الشخصية، بل إن من أعظم مظاهر التوحيد والاستسلام لله هو إقامة شرع الله، وتنظيم شؤون المسلمين بشرع الله وحكمه، والبراءة من الطاغوت وأحكامه.
إن معاني الربوبية والعبودية والوحدانية والقهر والسلطان والملك والعزة إنما تظهر حقيقتها عندما يكون شرع الله وحكمه هو المصدر الوحيد في تسيير شؤون المجتمع المسلم.
كما أن معاني العبودية والمحبة الذل والخضوع والاستسلام والانقياد تظهر جليا عندما يكون شرع الله هو الحكم بيننا والمرجع الوحيد في الفصل والقضاء بين الناس.
إن الحاكم الذي يدفع حكم الله ويحكم بغيره هو طاغوت جعل نفسه نداً لله يعارضه في حكمه وسلطانه، ويصرف الناس من الخضوع لله وحكمه إلى الخضوع لغير الله والاستسلام لحكم الطاغوت.
إن المجتمع الذي يتعبّد لله ويُفرده في صلاته وصيامه، ويشرك به في حكمه ويذل ويخضع لغير شرعه، هو مجتمع خلط بين التوحيد والشرك، والعبودية لله، والعبودية للطاغوت.
وما نراه اليوم من دعوة أكثر المنتسبين للعلم والدعوة إلى توحيد الله ومحاربة شرك القبور، وحكمهم مع هذا بإسلام الطواغيت المشرعين مع الله، وصحة ولايتهم ودعوة الناس إلى السمع والطاعة لهم، لهو أمر في غاية العجب.
يدعون الناس إلى توحيد الله في بعض العبادات، ويدعون إلى الشرك بالله في البعض الآخر.
إن الصلاة والصيام عبادة، كما أن الحكم بشرع الله والتحاكم إليه عبادة أيضاً.
فكيف يمكن أن نُخلص التوحيد لله في كل العبادات إذا كنا ندعوا الناس إلى توحيد الله في الصلاة والصيام والنذر، وندعوهم إلى السمع والطاعة للطاغوت وحكمه؟
فالله سبحانه وتعالى يقول:{ فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يُشرك بعبادة ربه أحداً}
وهو القائل أيضاً: {ولا يشركُ في حكمه أحداً}
وهو القائل أيضاً: {إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه}.
فالحكم بحكم الله عبادة، والحكم والتحاكم إلى غيره شرك، فما بال العلماء والدعاة يدعون إلى التوحيد والشرك.
قد يقول بعض الناس: إن علماءنا ودعاتنا لا يدعون الناس إلى الحكم بغير شرع الله، ولا يدعونهم إلى التحاكم إلى الطاغوت.
فالجواب: إن كان الحاكم لا يحكم بشرع الله فهو طاغوت، ونظامه نظام طاغوتي، ولا يصح التوحيد إلا بالكفر بالطاغوت.
قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}
فإذا كان العلماء يدعوننا إلى التوحيد فلابد لنا أن نكفر بالطاغوت حتى يصح منّا التوحيد.
وإذا كان الحاكم يحكم بغير شرع الله فهو طاغوت.
وإذا كان النظام ليس قائما على شرع الله فهو نظام قائم على شريعة الطاغوت.
فكيف يدعوننا إلى التوحيد مع دعوتهم إلى طاعة الطاغوت؟
عندما يأمروننا بطاعة الحكام فإنهم يأمروننا بطاعة الطاغوت، وإذا أطعنا الطاغوت أشركنا بالله وانتقض التوحيد.
وهل يمكن أن نسمع ونطيع الطاغوت بغير العمل والانخراط تحت حكمه ونظامه الطاغوني؟
إن التوحيد الخالص يكون مع الكفر بالطاغوت، والكفر بالطاغوت يكون بتكفيره وعداوته ومحاربته.
إن التوحيد صفاء ونقاء وطهارة وتجرد، والشرك نجاسة وقذارة، ولا يمكن أن تجتمع طهارة التوحيد مع نجاسة الشرك في قلب أبداً.
إن التوحيد الذي يدعوا إليه من يأمرنا بطاعة الطواغيت، هو توحيد ناقص لم يستوفِ كامل شروطه والتي من أعظمها الكفر بالطاغوت.
والجمع بين النقيضين والدعوة إليهما إنما هو ناتج عن سوء فهم حقيقة التوحيد وشموليته.
فهل سوف يعي هذا علماؤنا ودعاتنا ويصلحوا هذا الخطأ الفادح؟
نسأل الله أن يجعلنا من الموحدين الصادقين، وأن يحشرنا في زمرة النبيين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.