[ الدُّعَــــــآء ] وما أدراك مالدُّعـــآء !
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيْـه
وَمَاتَدْرِيْ بِمَ صَنَعَ الدُّعَآءُ
سِهَامُ اللّيْلِ لاَ تُخْطِيْ وَلَكِنْ
لَهَا أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ انقِضَـآءُ
دعونا الآن نبين الأثر العظيـم للدعـآء على مر العصور
وكيف أنه
نصر أقوامًا
و
هزم أعداءً
و
قوّى جنودًا
و
أغنى فقيرًا
و
نصر ظالمًا
:
نعم .. إنه الدعـآء
حين يكون الدعآء
من
قَلْبٍ أَبْيَضٍ نَقِيّ
وَنَفْسٍ طَيِّبَةٍ طَاهِرَة
وأكُفٍ مَرْفُوعَة رَآجِيَة
وَأْعْيُنٍ بَاكِيَةٍ تَقِيَّة
فهل تظني أن يخذل الله صاحبه حينها !
بل أُحذركِ أخيتي أن تكوني ممن غفِل عن الدعاء في ظل هذه الأاحداث
فقد قال الله موبِّخًا لمن أنزل عليهم مصائب فلم يدعوه
فقال :
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ
فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ )الانعام (آية:42)
( فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا
وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )الانعام (آية:43)
فالدعاء لإخوانكِ الآن من أوجب الواجبات عليكِ
وأبشري يا كل مؤمنة دعت الله بقلب صادق
أبشري أن النصر سيأتي على يديكِ !
نعم على يديكِ أنتِ !
فقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :
(( إنما ينصر الله هذه الأمَّة بضعيفها
بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ))
أخرجه النسائي
وصححه الألباني في صحيح النسائي(2978).
:)
فـ ليكن منكِ أنتِ
تلك الأَمَـة الضعيـفة المُخـلِصة في صلاتها ودعائها
ليكن منكِ أنتِ
سببًا في عز الإسلام ونصرة أهله
حين تسمعين صرخـات الأهالي هناك
وترين دماء الجرحى
وتشاهدين جُثث القتلى
فـورًا ارفعي يديكِ
بـ قلب مُستيقن بقوة الله
ونفسٍ فقيرة لعون الله
وأعين باكية بدموع حرقة المظلمومين
وأخرجي حرارة قلبكِ في كلمات دعاكِ
برجـآء و أمـل في رحمة الله
و يقيـن بنصرة الله
فـ والله لن يُخَيِّبَكِ الله
على مر العصور :
كم نصر الدعـاءُ أقوامًا
وكم أخزى الدعـاء رجالاً
به يرفع الله عن المظلوم ظلمًا
ويُعذب بـه أحـزابًا وجُندًا
[.. هُنـا ..]
نسطر كنـوزًا جَلَبَهـا الدعـاء
وبطــولاتٍ أحـرزها الدعـاء
لتتجلى لنا عظـم أهمية الدعـاء
فنكون ممن جاهد و قاتل بالدعـاء
.. فتابعونا ..
إن من أعظم أوقات الدعاء
وأجدِر به من دعآء
حين الجهاد عند مقابلة الكفار
وقد روى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال:
لمَّا كان يوم بدر نظر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف
ونظر إلى المشركين
فإذا هم ألف وزيادة !
فاستقبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ القبلة
وعليه رداؤه وإزاره
ثمَّ قال:
" اللهم أنجز لي ما وعدتني
اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبداً "
قال عمر بن الخطاب :
فما زال يستغيث ربَّه ويدعوه
حتَّى سقط رداؤه عن منكبيه
فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فردَّاه
ثمَّ التزمه من ورائه ثمَّ قال :
يا نبي الله
كفاك مناشدتك ربك
فإنَّه منجز لك ما وعدك "
أخرجه أحمد(1/30ـ31) برقم(208)
وقال الشيخ/أحمد شاكر:سنده صحيح
ورواه مسلم (1763)، وأصله في البخاري
وانظر جامع الأصول(8/183).
ولهذا فإن الله _سبحانه_ وصف حال رسوله العظيم وصحابته الكرام في غزوة بدر
بأنهم كثيري الاستغاثة به
ومكثري رجائه ودعاءه
فقال:
( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ )
(الأنفال: 9)
فأين نحن من الاقتداء برسول الله وصحابته
بالدعاء للمجاهدين بالنصر
وخذلان عدوهم !
أختي ..
إن كُنَّا قد حُبِسنا عن الجهاد للظروف المحيطة بنا
فيجدُرُ بنا أن نلجأ إلى رب المجاهدين
ومشاركتهم في الجهـاد بالدعآء لهم
مشاركة قلبية وجدانية
ودعوات من أقصى القلب
بيقين جازم .. وعقيدة قوية .. ودموع حآرة ..
أن يآرب كُن عونًا لهم
فوالله تلك صفة المـؤمن الحـق ..
وشيـمة المـوحد الحقيقي ..
وهي دليـل قوي على صدق حُبِّه لإخوانه
وصدق نيته على الجهاد معهم
هاهو طالوت وجنده
قبل بداية المعركة
يقول _تعالى_ عنهم:
( ولمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِه
قَالُوا
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً
وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا
وَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِيْنَ )البقرة (آية:250)
وبعد هذا الدعاء
كان الجواب من الله
( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ
وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ
وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ
وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ
وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )البقرة (آية:251)
فكان النصر حليفهم حين دعوا الله وتوكلوا عليه
وهاهو الغلام المؤمن
صاحب الملك الكافر حين اكتشف أمره
وعلم أنه موحد
أراد أن يفتنه عن دينه
ويخيفه بجنده
ولكن هيهات فإنَّ مع الغلام سلاحاً لا ينفد
وكنزاً لن يفقد
إنَّه الدعاء
فحين أراد جنود هذا الطاغية
أن يلقوه من فوق الجبل إلى هاويته
نطق الغلام بكل مسكنة وافتقار للملك القهار
"اللهم اكفنيهم بما شئت"
فسقط الجنود من فوق الجبل وكانوا في الهاوية !
بل في القاع !
ويمضي ذلك الغلام شامخاً ًبإيمانه إلى الملك الكافر
ليعلمه دروساً في التوحيد
من التوكل على الله
والاستعانة به
وعدم الخوف إلا منه
إلى غير ذلك
لكن الطغاة متكبرون
ولا يسمعون داعي الإيمان‘
فما كان من ذلك الملكإلاّ أن أمر جنده
بأن يذهبوا بذلك الغلام في إحدى السفن
فإذا توسطت السفينة في البحر
ألقى الجنود ذلك الغلام ليتخلصوا منه
وحين أرادوا أن يفعلوا ذلك
بعد أن توسطت بهم السفينة في البحر
إلاّ ويطلق الغلام سلاحه على أعدائه
"اللهم اكفنيهم بما شئت"
واستجاب الله الدعاء
وقلب السفينة بمن فيها من جند الطاغوت
ونجا ذلك الغلام المؤمن من مكر الكافرين
والقصَّة معروفة
ومن أراد المزيد فليقرأ تفاسير العلماء لسورة البروج .
سبحآآن الله .. ما أقواه من سلاح
وما أعظمه من قوة لا تطغى عليها قوة !
ذلك أنها مُستَمدَّة من أقـوى الأقويـاء
فلنُلِح على الله في الدعآء لنصرة غزة وإخواننا
فوالله إنه سلاح قوي بين أيدينا
</STRONG>
وهذا المثنَّى بن حارثة الشيباني
في وقعة البويب
في السنة الثالثة عشرة من الهجرة
يدعون له المسلمون
والجند المقاتلون
بأن ينصره الله على أعدائه
ويكفيه شرهم
وكان النصر له في آخر المطاف.
(انظر:معارك المسلمين في رمضان
للدكتور:عبدالعزيز العبيدي/صـ34ـ38).
وتأمل قصة النعمان بن مقرن
في سنة إحدى وعشرين
فبعد أن تحصن الفرس بخنادقهم
وطال حصار المسلمين لهم
استشار النعمان قادته
فأشاروا عليه باستدراج الفرس
والتظاهر بالهروب
حتَّى إذا ابتعد الجند عن حصونهم وخنادقهم
نشبت المعركة
ووافق النعمان على الخطة
وقال لهم: إني مكبر ثلاثاً
فإذا كان الثالثة فابدؤوا بالقتال
وهنا لم ينس النعمان الاتصال الروحي مع الله
فقد ذهب النعمان إلى أحد الأمكنة ودعا الله قائلاً:
" اللهم اعزز دينك
وانصرعبادك
اللهم إني أسألك أن تقر عيني بفتح يكون فيه عز الإسلام
واقبضني شهيداً "
وبكى الناس مع النعمان
و ابتهلوا إلى الله و تضرعوا
و استجاب الله دعاءهم
فنصرهم على عدوهم نصراً عظيماً
و استجاب الله دعاء النعمان بن مقرن
فكان أول قتيل من المسلمين على أرض المعركة ـ رضي الله عنه ـ
(البداية والنهاية7/89)
(إتمام الوفاء بسيرة الخلفاء للخضري/صـ95ـ96)
ورضي عن جميع صحابة رسول الله
الذي رباهم بروضته الشريفة
وبمسيرته المباركة فكان نتاجه عظيماً
وتربيته قديرة
فصلى الله على محمد صلاة دائمة تتعاقب بتعاقب الليل والنهار :
خلَّفت جيلاً من الأصحاب سيرتهم *** تصوغ بين الورى روحاً وريحاناً
كانت فتوحاتهم براً ومرحمة *** كانت سياستهم عدلاً وإحساناً
لم يعرفوا الدين أوراداً ومسبحة *** بل أشبعوا الدين محراباً وميداناً
وأنعم النظر في قصَّة قتيبة بن مسلم مع محمد بن واسع
فقد ذكر ابن الجوزي في (صفة الصفوة 2/136)
أنَّه كان مع قتيبة بن مسلم في معركته الإمام محمد بن واسع
وقد كان قتيبة بن مسلم صاحب خراسان
وكانت الترك قد خرجت إليهم
فبعث قتيبة إلى المسجد لينظر من فيه
فقيل له:
ليس فيه إلا محمد بن واسع رافعاً إصبعه
فقال قتيبة :
إصبعه تلك أحبُّ إلي من ثلاثين ألف شاب طرير
" وفي (سير أعلام النبلاء 6/121) قال قتيبة بن مسلم:
تلك الإصبع أحب إلي من مئة ألف سيف شهير وشاب طرير "
فتأمل دعاء الإمام محمد بن واسع وقت المعركة
وحب القائد قتيبة بن مسلم لدعائه ذاك
بل تفضيله لدعائه على وجود ألف شاب مقاتل !
إليك وإلاّ لا تشد الركائب *** ومنك وإلا فالمؤمل غائب
وفيك وإلا فالرجاء مضيع *** وعنك وإلا فالمحدث كاذب
ومما يدلًّ على أنَّ النصر يستنزل بالدعاء
ما قاله أسد بن عبدالله القسري
أمير خراسان في قتاله للفرس :
" إنَّه بلغني أنَّ العبد أقرب ما يكون إلى الله إذا وضع جبهته لله
وإنِّي نازل وواضع جبهتي
فـ ادعوا الله
و اسجدوا لربكم
و أخلصوا له الدعاء
ففعلوا
ثمَّ رفعوا رؤوسهم
وهم لا يشكُّون في الفتح "
(تاريخ الطبري 7/119).
وهكذا كان عقبة بن نافع
فقد كان مستجاب الدعوة
وكان يتوجه إلى الله بالدعاء عند الشروع في معاركه
ويصادم العدو في شجاعة مذهلة
كما ذكره عنه أهل السير
ثمَّ يكتب الله له النصر المبين
(أبطال ومواقف/صـ187).
ومتِّع عينيك بقصَّة البطل العظيم صلاح الدين
محرر القدس من الصليبيين
" فقد جمع صلاح الدين الجموع
ونظَّم الجيوش
ثمَّ عقد مجلس شوراه
للتشاور في منازلة العدو وتوقيت المعركة
فاتفقوا على الخروج في 17/ ربيع الآخر عام 583هـ بعد صلاة الجمعة
وبين تكبير المسلمين وابتهالهم و تضرعهم بالدعاء ".
(صلاح الدين الأيوبي للدكتور:عبدالله ناصح علوان صـ67).
ويقول القاضي ابن شدَّاد:
" وكان صلاح الدين إذا سمع أنَّ العدو قد داهم المسلمين
خرَّ إلى الأرض ساجداً لله
داعياً بهذا الدعاء :
اللهم قد انقطعت أسبابي الأرضية في نصرة دينك
ولم يبق إلا الإخلاد إليك
والاعتصام بحبلك
والاعتماد على فضلك
أنت حسبي ونعم الوكيل "
ويقول:
" ورأيته ساجداً ودموعه تتقاطر على شيبته
ثمَّ على سجَّادته
ولا أسمع ما يقول
ولم ينقض ذلك اليوم إلاّ ويأتيه أخبار النصر على الأعداء
وكان أبداً يقصد بوقفاته الجمع
سيما أوقات صلاة الجمعة تبركاً بدعاء الخطباء على المنابر
فربما كانت أقرب إلى الاستجابة "
(سيرة صلاح الدين الأيوبي للقاضي ابن شدَّاد _رحمهما الله_ صـ8 وما بعده).
نسأل الله أن يرزقنا أمثال صلاح الدين الأيوبي
لتحرير القدس
فلنحيي جيـلاً من إخواننا و أبنائنا فيه القوة الإيمانية والشجاعة القلبية
وانظر ماذا كان يفعل المظفر قطز
في معركة عين جالوت سنة(658)هـ
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيْـه
وَمَاتَدْرِيْ بِمَ صَنَعَ الدُّعَآءُ
سِهَامُ اللّيْلِ لاَ تُخْطِيْ وَلَكِنْ
لَهَا أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ انقِضَـآءُ
الدعـآء
أقـوى وسيـلة
وأعظـم عـلاقة
!
كيف لا !
وهي طلب المـ خ ـلوق من الـ خ ـالق
وسؤال الـ ع ـبد للرب المالك المـ ع ـبود
يستزيد منها ما يعينه على حياته
ويتقوى بها على دنياه وآخرته
فما أجلّها من عبادة
وما أهمها من معونة
بل ما أقواها من وسيلة
وآأسفـآه ..
في ظل الأحداث الرهيبة التي تواجهها الأمة الإسلامية
نجد من يُقلل من قيمة هذه القوة العظمى
فيقول بنفسٍ قانِطة :
" ما بيدنا إلا الدعاء " !
!
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيْـه
أقـوى وسيـلة
وأعظـم عـلاقة
!
كيف لا !
وهي طلب المـ خ ـلوق من الـ خ ـالق
وسؤال الـ ع ـبد للرب المالك المـ ع ـبود
يستزيد منها ما يعينه على حياته
ويتقوى بها على دنياه وآخرته
فما أجلّها من عبادة
وما أهمها من معونة
بل ما أقواها من وسيلة
وآأسفـآه ..
في ظل الأحداث الرهيبة التي تواجهها الأمة الإسلامية
نجد من يُقلل من قيمة هذه القوة العظمى
فيقول بنفسٍ قانِطة :
" ما بيدنا إلا الدعاء " !
!
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيْـه
وَمَاتَدْرِيْ بِمَ صَنَعَ الدُّعَآءُ
سِهَامُ اللّيْلِ لاَ تُخْطِيْ وَلَكِنْ
لَهَا أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ انقِضَـآءُ
سِهَامُ اللّيْلِ لاَ تُخْطِيْ وَلَكِنْ
لَهَا أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ انقِضَـآءُ
دعونا الآن نبين الأثر العظيـم للدعـآء على مر العصور
وكيف أنه
نصر أقوامًا
و
هزم أعداءً
و
قوّى جنودًا
و
أغنى فقيرًا
و
نصر ظالمًا
:
نعم .. إنه الدعـآء
حين يكون الدعآء
من
قَلْبٍ أَبْيَضٍ نَقِيّ
وَنَفْسٍ طَيِّبَةٍ طَاهِرَة
وأكُفٍ مَرْفُوعَة رَآجِيَة
وَأْعْيُنٍ بَاكِيَةٍ تَقِيَّة
فهل تظني أن يخذل الله صاحبه حينها !
بل أُحذركِ أخيتي أن تكوني ممن غفِل عن الدعاء في ظل هذه الأاحداث
فقد قال الله موبِّخًا لمن أنزل عليهم مصائب فلم يدعوه
فقال :
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ
فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ )الانعام (آية:42)
( فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا
وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )الانعام (آية:43)
فالدعاء لإخوانكِ الآن من أوجب الواجبات عليكِ
وأبشري يا كل مؤمنة دعت الله بقلب صادق
أبشري أن النصر سيأتي على يديكِ !
نعم على يديكِ أنتِ !
فقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :
(( إنما ينصر الله هذه الأمَّة بضعيفها
بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ))
أخرجه النسائي
وصححه الألباني في صحيح النسائي(2978).
:)
فـ ليكن منكِ أنتِ
تلك الأَمَـة الضعيـفة المُخـلِصة في صلاتها ودعائها
ليكن منكِ أنتِ
سببًا في عز الإسلام ونصرة أهله
حين تسمعين صرخـات الأهالي هناك
وترين دماء الجرحى
وتشاهدين جُثث القتلى
فـورًا ارفعي يديكِ
بـ قلب مُستيقن بقوة الله
ونفسٍ فقيرة لعون الله
وأعين باكية بدموع حرقة المظلمومين
وأخرجي حرارة قلبكِ في كلمات دعاكِ
برجـآء و أمـل في رحمة الله
و يقيـن بنصرة الله
فـ والله لن يُخَيِّبَكِ الله
على مر العصور :
كم نصر الدعـاءُ أقوامًا
وكم أخزى الدعـاء رجالاً
به يرفع الله عن المظلوم ظلمًا
ويُعذب بـه أحـزابًا وجُندًا
[.. هُنـا ..]
نسطر كنـوزًا جَلَبَهـا الدعـاء
وبطــولاتٍ أحـرزها الدعـاء
لتتجلى لنا عظـم أهمية الدعـاء
فنكون ممن جاهد و قاتل بالدعـاء
.. فتابعونا ..
إن من أعظم أوقات الدعاء
وأجدِر به من دعآء
حين الجهاد عند مقابلة الكفار
وقد روى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال:
لمَّا كان يوم بدر نظر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف
ونظر إلى المشركين
فإذا هم ألف وزيادة !
فاستقبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ القبلة
وعليه رداؤه وإزاره
ثمَّ قال:
" اللهم أنجز لي ما وعدتني
اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبداً "
قال عمر بن الخطاب :
فما زال يستغيث ربَّه ويدعوه
حتَّى سقط رداؤه عن منكبيه
فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فردَّاه
ثمَّ التزمه من ورائه ثمَّ قال :
يا نبي الله
كفاك مناشدتك ربك
فإنَّه منجز لك ما وعدك "
أخرجه أحمد(1/30ـ31) برقم(208)
وقال الشيخ/أحمد شاكر:سنده صحيح
ورواه مسلم (1763)، وأصله في البخاري
وانظر جامع الأصول(8/183).
ولهذا فإن الله _سبحانه_ وصف حال رسوله العظيم وصحابته الكرام في غزوة بدر
بأنهم كثيري الاستغاثة به
ومكثري رجائه ودعاءه
فقال:
( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ )
(الأنفال: 9)
فأين نحن من الاقتداء برسول الله وصحابته
بالدعاء للمجاهدين بالنصر
وخذلان عدوهم !
أختي ..
إن كُنَّا قد حُبِسنا عن الجهاد للظروف المحيطة بنا
فيجدُرُ بنا أن نلجأ إلى رب المجاهدين
ومشاركتهم في الجهـاد بالدعآء لهم
مشاركة قلبية وجدانية
ودعوات من أقصى القلب
بيقين جازم .. وعقيدة قوية .. ودموع حآرة ..
أن يآرب كُن عونًا لهم
فوالله تلك صفة المـؤمن الحـق ..
وشيـمة المـوحد الحقيقي ..
وهي دليـل قوي على صدق حُبِّه لإخوانه
وصدق نيته على الجهاد معهم
هاهو طالوت وجنده
قبل بداية المعركة
يقول _تعالى_ عنهم:
( ولمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِه
قَالُوا
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً
وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا
وَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِيْنَ )البقرة (آية:250)
وبعد هذا الدعاء
كان الجواب من الله
( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ
وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ
وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ
وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ
وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )البقرة (آية:251)
فكان النصر حليفهم حين دعوا الله وتوكلوا عليه
وهاهو الغلام المؤمن
صاحب الملك الكافر حين اكتشف أمره
وعلم أنه موحد
أراد أن يفتنه عن دينه
ويخيفه بجنده
ولكن هيهات فإنَّ مع الغلام سلاحاً لا ينفد
وكنزاً لن يفقد
إنَّه الدعاء
فحين أراد جنود هذا الطاغية
أن يلقوه من فوق الجبل إلى هاويته
نطق الغلام بكل مسكنة وافتقار للملك القهار
"اللهم اكفنيهم بما شئت"
فسقط الجنود من فوق الجبل وكانوا في الهاوية !
بل في القاع !
ويمضي ذلك الغلام شامخاً ًبإيمانه إلى الملك الكافر
ليعلمه دروساً في التوحيد
من التوكل على الله
والاستعانة به
وعدم الخوف إلا منه
إلى غير ذلك
لكن الطغاة متكبرون
ولا يسمعون داعي الإيمان‘
فما كان من ذلك الملكإلاّ أن أمر جنده
بأن يذهبوا بذلك الغلام في إحدى السفن
فإذا توسطت السفينة في البحر
ألقى الجنود ذلك الغلام ليتخلصوا منه
وحين أرادوا أن يفعلوا ذلك
بعد أن توسطت بهم السفينة في البحر
إلاّ ويطلق الغلام سلاحه على أعدائه
"اللهم اكفنيهم بما شئت"
واستجاب الله الدعاء
وقلب السفينة بمن فيها من جند الطاغوت
ونجا ذلك الغلام المؤمن من مكر الكافرين
والقصَّة معروفة
ومن أراد المزيد فليقرأ تفاسير العلماء لسورة البروج .
سبحآآن الله .. ما أقواه من سلاح
وما أعظمه من قوة لا تطغى عليها قوة !
ذلك أنها مُستَمدَّة من أقـوى الأقويـاء
فلنُلِح على الله في الدعآء لنصرة غزة وإخواننا
فوالله إنه سلاح قوي بين أيدينا
</STRONG>
وهذا المثنَّى بن حارثة الشيباني
في وقعة البويب
في السنة الثالثة عشرة من الهجرة
يدعون له المسلمون
والجند المقاتلون
بأن ينصره الله على أعدائه
ويكفيه شرهم
وكان النصر له في آخر المطاف.
(انظر:معارك المسلمين في رمضان
للدكتور:عبدالعزيز العبيدي/صـ34ـ38).
وتأمل قصة النعمان بن مقرن
في سنة إحدى وعشرين
فبعد أن تحصن الفرس بخنادقهم
وطال حصار المسلمين لهم
استشار النعمان قادته
فأشاروا عليه باستدراج الفرس
والتظاهر بالهروب
حتَّى إذا ابتعد الجند عن حصونهم وخنادقهم
نشبت المعركة
ووافق النعمان على الخطة
وقال لهم: إني مكبر ثلاثاً
فإذا كان الثالثة فابدؤوا بالقتال
وهنا لم ينس النعمان الاتصال الروحي مع الله
فقد ذهب النعمان إلى أحد الأمكنة ودعا الله قائلاً:
" اللهم اعزز دينك
وانصرعبادك
اللهم إني أسألك أن تقر عيني بفتح يكون فيه عز الإسلام
واقبضني شهيداً "
وبكى الناس مع النعمان
و ابتهلوا إلى الله و تضرعوا
و استجاب الله دعاءهم
فنصرهم على عدوهم نصراً عظيماً
و استجاب الله دعاء النعمان بن مقرن
فكان أول قتيل من المسلمين على أرض المعركة ـ رضي الله عنه ـ
(البداية والنهاية7/89)
(إتمام الوفاء بسيرة الخلفاء للخضري/صـ95ـ96)
ورضي عن جميع صحابة رسول الله
الذي رباهم بروضته الشريفة
وبمسيرته المباركة فكان نتاجه عظيماً
وتربيته قديرة
فصلى الله على محمد صلاة دائمة تتعاقب بتعاقب الليل والنهار :
خلَّفت جيلاً من الأصحاب سيرتهم *** تصوغ بين الورى روحاً وريحاناً
كانت فتوحاتهم براً ومرحمة *** كانت سياستهم عدلاً وإحساناً
لم يعرفوا الدين أوراداً ومسبحة *** بل أشبعوا الدين محراباً وميداناً
وأنعم النظر في قصَّة قتيبة بن مسلم مع محمد بن واسع
فقد ذكر ابن الجوزي في (صفة الصفوة 2/136)
أنَّه كان مع قتيبة بن مسلم في معركته الإمام محمد بن واسع
وقد كان قتيبة بن مسلم صاحب خراسان
وكانت الترك قد خرجت إليهم
فبعث قتيبة إلى المسجد لينظر من فيه
فقيل له:
ليس فيه إلا محمد بن واسع رافعاً إصبعه
فقال قتيبة :
إصبعه تلك أحبُّ إلي من ثلاثين ألف شاب طرير
" وفي (سير أعلام النبلاء 6/121) قال قتيبة بن مسلم:
تلك الإصبع أحب إلي من مئة ألف سيف شهير وشاب طرير "
فتأمل دعاء الإمام محمد بن واسع وقت المعركة
وحب القائد قتيبة بن مسلم لدعائه ذاك
بل تفضيله لدعائه على وجود ألف شاب مقاتل !
إليك وإلاّ لا تشد الركائب *** ومنك وإلا فالمؤمل غائب
وفيك وإلا فالرجاء مضيع *** وعنك وإلا فالمحدث كاذب
ومما يدلًّ على أنَّ النصر يستنزل بالدعاء
ما قاله أسد بن عبدالله القسري
أمير خراسان في قتاله للفرس :
" إنَّه بلغني أنَّ العبد أقرب ما يكون إلى الله إذا وضع جبهته لله
وإنِّي نازل وواضع جبهتي
فـ ادعوا الله
و اسجدوا لربكم
و أخلصوا له الدعاء
ففعلوا
ثمَّ رفعوا رؤوسهم
وهم لا يشكُّون في الفتح "
(تاريخ الطبري 7/119).
وهكذا كان عقبة بن نافع
فقد كان مستجاب الدعوة
وكان يتوجه إلى الله بالدعاء عند الشروع في معاركه
ويصادم العدو في شجاعة مذهلة
كما ذكره عنه أهل السير
ثمَّ يكتب الله له النصر المبين
(أبطال ومواقف/صـ187).
]
وهكذا يمضي جنود الإسلام
وتسير قوافل المجاهدين إلى الله رب العالمين
فهذا الإمام الفقيه أبو نصر محمد بن عبدالملك الحنفي
يقول لألب أرسلان
في موقعة(ملاذكرد)
بعد أن رأى كثرة جيش الروم
والتي قُدِّرت بمئتي ألف مقاتل :
إنَّك تقاتل عن دين الله وقد وعد الله بنصره
وأرجو أن يكون الله قد كتبه لك بجيشك القليل شرف النصر
فسر إلى العدو الكافر يوم الجمعة
بعد الزوال
والأئمة على منازلهم يدعون لجيشك بالنصر
والله غالب على أمره
وتمَّ ذلك عند ظهيرة يوم الجمعة من صيف أربعمئة وثلاث وستين للهجرة
فقد صلَّى و بكى فـ بكى الناس لبكائه
و دعا الله فـ دعا الناس بدعائه
وعفَّر وجهه بالتراب ثمَّ ركب وقال للناس:
ليس عليكم الآن أمير وكلكم أمير نفسه
من شاء أن ينصرف فليعد إلى أهله
ولبس البياض وتحنَّط
وحمل بجيشه حملة صادقة
فوقعوا في وسط العدو يقتلون ما يشاؤون
و ثبت العسكر
و نزل النصر
و ولت الروم
و استحر بهم القتل
و قتل طاغيتهم أرمانوس
بعد أن أسره مملوك وسار به ذليلاً ليقتل رغم أنفه "
انظر السير (18/414ـ416) والبداية والنهاية(12/91)
أليس ذلك
من
بركات الدعاء
يا عبدالله ؟!
وهكذا يمضي جنود الإسلام
وتسير قوافل المجاهدين إلى الله رب العالمين
فهذا الإمام الفقيه أبو نصر محمد بن عبدالملك الحنفي
يقول لألب أرسلان
في موقعة(ملاذكرد)
بعد أن رأى كثرة جيش الروم
والتي قُدِّرت بمئتي ألف مقاتل :
إنَّك تقاتل عن دين الله وقد وعد الله بنصره
وأرجو أن يكون الله قد كتبه لك بجيشك القليل شرف النصر
فسر إلى العدو الكافر يوم الجمعة
بعد الزوال
والأئمة على منازلهم يدعون لجيشك بالنصر
والله غالب على أمره
وتمَّ ذلك عند ظهيرة يوم الجمعة من صيف أربعمئة وثلاث وستين للهجرة
فقد صلَّى و بكى فـ بكى الناس لبكائه
و دعا الله فـ دعا الناس بدعائه
وعفَّر وجهه بالتراب ثمَّ ركب وقال للناس:
ليس عليكم الآن أمير وكلكم أمير نفسه
من شاء أن ينصرف فليعد إلى أهله
ولبس البياض وتحنَّط
وحمل بجيشه حملة صادقة
فوقعوا في وسط العدو يقتلون ما يشاؤون
و ثبت العسكر
و نزل النصر
و ولت الروم
و استحر بهم القتل
و قتل طاغيتهم أرمانوس
بعد أن أسره مملوك وسار به ذليلاً ليقتل رغم أنفه "
انظر السير (18/414ـ416) والبداية والنهاية(12/91)
أليس ذلك
من
بركات الدعاء
يا عبدالله ؟!
ومتِّع عينيك بقصَّة البطل العظيم صلاح الدين
محرر القدس من الصليبيين
" فقد جمع صلاح الدين الجموع
ونظَّم الجيوش
ثمَّ عقد مجلس شوراه
للتشاور في منازلة العدو وتوقيت المعركة
فاتفقوا على الخروج في 17/ ربيع الآخر عام 583هـ بعد صلاة الجمعة
وبين تكبير المسلمين وابتهالهم و تضرعهم بالدعاء ".
(صلاح الدين الأيوبي للدكتور:عبدالله ناصح علوان صـ67).
ويقول القاضي ابن شدَّاد:
" وكان صلاح الدين إذا سمع أنَّ العدو قد داهم المسلمين
خرَّ إلى الأرض ساجداً لله
داعياً بهذا الدعاء :
اللهم قد انقطعت أسبابي الأرضية في نصرة دينك
ولم يبق إلا الإخلاد إليك
والاعتصام بحبلك
والاعتماد على فضلك
أنت حسبي ونعم الوكيل "
ويقول:
" ورأيته ساجداً ودموعه تتقاطر على شيبته
ثمَّ على سجَّادته
ولا أسمع ما يقول
ولم ينقض ذلك اليوم إلاّ ويأتيه أخبار النصر على الأعداء
وكان أبداً يقصد بوقفاته الجمع
سيما أوقات صلاة الجمعة تبركاً بدعاء الخطباء على المنابر
فربما كانت أقرب إلى الاستجابة "
(سيرة صلاح الدين الأيوبي للقاضي ابن شدَّاد _رحمهما الله_ صـ8 وما بعده).
نسأل الله أن يرزقنا أمثال صلاح الدين الأيوبي
لتحرير القدس
فلنحيي جيـلاً من إخواننا و أبنائنا فيه القوة الإيمانية والشجاعة القلبية
وانظر ماذا كان يفعل المظفر قطز
في معركة عين جالوت سنة(658)هـ
descriptionرد: الدعاء وما ادراك ما الدعاءالجمعة مارس 08, 2013 6:31 am
جزاك الله كل خيرا
موضوع رائع و مميز
و بالتوفيق ان شاء الله
موضوع رائع و مميز
و بالتوفيق ان شاء الله
remove_circleمواضيع مماثلة
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى