منتديات الحوت hoot
فضل الذكر وفوائده ابن القيم رحمه الله مع الأذكار الوارده بالسنة Ouuo_u10


منتديات الحوت hoot
فضل الذكر وفوائده ابن القيم رحمه الله مع الأذكار الوارده بالسنة Ouuo_u10

منتديات الحوت hoot
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الحوت hootدخول


descriptionفضل الذكر وفوائده ابن القيم رحمه الله مع الأذكار الوارده بالسنة Emptyفضل الذكر وفوائده ابن القيم رحمه الله مع الأذكار الوارده بالسنة

more_horiz
ذكر الله - فضله وفوائده
ابن القيم الجوزية






الحمد لله، والصلاه والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

فإن
ذكر الله نعمة كبرى، ومنحة عظمى، به تستجلب النعم، وبمثله تستدفع النقم،
وهو قوت القلوب، وقرة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح.
ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم
بحال من الأحوال.

ولما كان ذكر الله بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة
العالية فأجدر بالمسلم أن يتعرف على فضله وأنواعه وفوائده، وفيما يلي صفحات
من كلام العلامة ابن القيم، نقلناها باختصار من كتابه "الوابل الصيب". قال
رحمه الله:

فضل الذكر
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : {
ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم
من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا
أعناقكم } قالوا: بلى يا رسول الله. قال: { ذكر الله عز وجل } [رواه أحمد].

وفي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي قال: { مثل الذي يذكر ربه، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت }.

وفي
الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { يقول الله تبارك وتعالى:
أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،
وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه
ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة }.

وقد
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً
كَثِيراً [الأحزاب:41]، وقال تعا لى: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً
وَالذَّاكِرَاتِ [الأحزاب:35]، أي: كثيراً. ففيه الأ مر با لذكر بالكثرة
والشدة لشدة حاجة العبد إليه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين.

وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: ( لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل ).

ولا
ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه
يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه.

و صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.

قال تعالى: وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُط [الكهف:28].

فإذا
أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر، أو من الغافلين؟
وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل
الغفلة، وأمره فرط، لم يقتد به، ولم يتبعه فإنه يقوده إلى الهلاك.

أنواع الذكر
الذكر نوعان:

أحدهما: ذكر أسماء الرب تبارك وتعالى وصفاته، والثناء عليه بهما، وتنزيهه وتقديسه عما لا يليق به تبارك وتعالى، وهذا

أيضاً نوعان:

أحدهما: إنشاء الثناء عليه بها من الذاكر، فأفضل هذا النوع أجمعه للثناء وأعمه، نحو ( سبحان الله عدد خلقه ).

النوع الثاني: الخبر عن الرب تعالى بأحكام أسمائه وصفاته، نحو قولك: الله عز وجل يسمع أصوات عباده.

وأفضل
هذا النوع: الثناء عليه بما أثنى به على نفسه، وبما أثنى به عليه رسول
الله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل. وهذا النوع أيضاً
ثلاثة أنواع:

1 - حمد.

2 - وثناء.

3 - و مجد.

فالحمد
لله الإخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى مع محبته والرضا به، فإن كرر
المحامد شيئاً بعد شيء كانت ثناء، فإن كان المدح بصفات الجلال والعظمة
والكبرياء والملك كان مجداً.

وقد جمع الله تعالى لعبده الأنواع
الثلاثة في أول الفاتحة، فإذا قال العبد: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ قال الله: { حمدني عبدي }، وإذا قال: الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ
قال: { أثنى عليّ عبدي }، وإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال: {
مجّدني عبدي } [رواه مسلم].

النوع الثاني من الذكر: ذكر أمره ونهيه وأحكامه: وهو أيضاً نوعان:

أحدهما: ذكره بذلك إخباراً عنه بأنه أمر بكذا، ونهيه عن كذا.

الثاني: ذكره عند أمره فيبادر إليه، وعند نهيه فيهرب منه، فإذا اجتمعت هذه الأنواع للذاكر فذكره أفضل الذكر وأجله وأعظمه فائدة.

فهذا الذكر من الفقه الأكبر، وما دونه أفضل الذكر إذا صحت فيه النية.

و من ذكره سبحانه وتعالى: ذكر آلائه وإنعامه وإحسانه وأياديه، ومواقع فضله على عبيده، وهذا أيضاً من أجل أنواع الذكر.

فهذه
خمسة أنواع، وهي تكون بالقلب واللسان تارة، وذلك أفضل الذكر. وبالقلب وحده
تارة، وهي الدرجة الثانية، وباللسان وحده تارة، وهي الدرجة الثالثة.

فأفضل
الذكر: ما تواطأ عليه القلب واللسان، وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من
ذكر اللسان وحده، لأن ذكر القلب يثمر المعرفة بالله، ويهيج المحبة، ويثير
الحياء، ويبعث على المخافة، ويدعو إلى المراقبة، ويزع عن التقصير في
الطاعات، والتهاون في المعاصي والسيئات، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئاً من
هذه الآثار، وإن أثمر شيئاً منها فثمرة ضعيفة.

الذكر أفضل من الدعاء
الذكرأفضل من الدعاء، لأن الذكر ثناء على الله عز وجل بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه، والدعاء سؤال العبد حاجته، فأين هذا من هذا؟

ولهذا جاء في الحديث: { من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين }.

ولهذا
كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى، والثناء عليه بين
يدي حاجته، ثم يسأل حاجته، وقد أخبر النبي أن الدعاء يستجاب إذا تقدمه
الثناء والذكر، وهذه فائدة أخرى من فوائد الذكر والثناء، أنه يجعل الدعاء
مستجاباً.

فالدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى
الإجابة من الدعاء المجرد، فإن انضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته،
وإفتقاره واعترافه، كان أبلغ في الإجابة وأفضل.

قراءة القرأن أفضل من الذكر
قراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء، هذا من حيث النظر إلى كل منهما مجرداً.

وقد
يعرض للمفضول ما يجعله أولى من الفاضل، بل يعينه، فلا يجوز أن يعدل عنه
إلى الفاضل، وهذا كالتسبيح في الركوع والسجود، فإنه أفضل من قراءة القرآن
فيهما، بل القراءة فيهما منهي عنها نهي تحريم أو كراهة، وكذلك الذكر عقب
السلام من الصلاة - ذكر التهليل، والتسبيح، والتكبير، والتحميد - أفضل من
الاشتغال عنه بالقراءة، وكذلك إجابة المؤذن.

وهكذا الأذكار المقيدة
بمحال مخصوصة أفضل من القراءة المطلقة، والقراءة المطلقة أفضل من الأذكار
المطلقة، اللهم إلا أن يعرض للعبد ما يجعل الذكر أو الدعاء أنفع له من
قراءة القران، مثاله: أن يتفكر في ذنوبه، فيحدث ذلك له توبةً واستغفاراً،
أو يعرض له ما يخاف أذاه من شياطين الإنس والجن، فيعدل إلى الأذكار
والدعوات التي تحصنه وتحوطه.

فهكذا قد يكون اشتغاله بالدعاء والحالة هذه أنفع، وإن كان كل من القراءة والذكر أفضل وأعظم أجراً.

وهذا باب نافع يحتاج إلى فقه نفس، فيعطي كل ذى حق حقه، ويوضع كل شيء موضعه.

ولما
كانت الصلاة مشتملة على القراءة والذكر والدعاء، وهي جامعة لأجزاء
العبودية على أتم الوجوه، كانت أفضل من كل من القراءة والذكر والدعاء
بمفرده، لجمعها ذلك كله مع عبودية سائر الأعضاء.

فهذا أصل نافع
جداً، يفتح للعبد باب معرفة مراتب الأعمال وتنزيلها منازلها، لئلا يشتغل
بمفضولها عن فاضلها، فيربح إبليس الفضل الذي بينهما، أو ينظر إلى فاضلها
فيشتغل به عن مفضولها وإن كان ذلك وقته، فتفوته مصلحته بالكلية، لظنه أن
اشتغاله بالفاضل أكثر ثواباً وأعظم أجراً، وهذا يحتاج إلى معرفة بمراتب
الأعمال وتفاوتها ومقاصدها، وفقه في إعطاء كل عمل منها حقه، وتنزيله في
مرتبته.

من فوائد الذكر
وفي الذكر نحو من مائة فائدة

إحداها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.

الثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل.

الثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب.

الرابعة: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.

الخامسة: أنه يقوي القلب والبدن.

السادسة: أنه ينور الوجه والقلب.

السابعة: أنه يجلب الرزق. الثامنة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.

التاسعة: أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.

العاشرة: أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان.

الحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل

الثانية عشرة: أنه يورثه القرب منه.

الثالثة عشرة: أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة.

الرابعة عشرة: أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله.

الخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152].

السادسة عشرة: أنه يورث حياة القلب.

السابعة عشرة: أنه قوة القلب والروح.

الثامنة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صدئه.

التاسعة عشرة: أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.

العشرون: أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعا لى.

الحادية والعشرون: أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة.

الثانية والعشرون: أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة.

الثالثة والعشرون: أنه منجاة من عذاب الله تعالى.

الرابعة والعشرون: أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.

الخامسة والعشرون: أنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل.

السادسة والعشرون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين.

السابعة والعشرون: أنه يؤمّن العبد من الحسرة يوم القيامة.

الثامنة والعشرون: أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين.

التاسعة والعشرون: أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.

الثلاثون: أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.

الحادية والثلاثون: أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه و معا ده.

الثانـية والثلاثون: أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.

الثالثة والثلاثون: أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.

الرابعة والثلاثون: أن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل.

الخامسة والثلاثون: أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر الله عز وجل.

السادسة
والثلاثون: أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد
القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما
اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوات حظوظه
ومطالبه، ويفرق أيضاً ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضاً
ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه
الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.

السابعة والثلاثون: أن الذكر
ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سباته. الثامنة والثلاثون: أن الذكر شجرة
تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.

التا سعة
والثلاثون: أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة
غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة
والتو فيق.

الأربعون: أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.

الحادية والأربعون: أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره.

الثانية والأربعون: أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكره.

الثالثة والأربعون: أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى.

الرابعة والأربعون: أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.

الخامسة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها.

السادسة والأربعون: أنه جلاب للنعم، دافع للنقم بإذن الله.

السابعة والأربعون: أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.

الثامنة والأربعون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.

التاسعة والأربعون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ليس لهم مجالس إلا هي.

الخمسون: أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته.

الحادية والخمسون: أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية.

الثانية
والخمسون: أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى
العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعل قرة عينه فيها.

الثالثة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه.

الرابعة والخمسون: أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.

الخامسة والخمسون: أن الذاكرين الله كثيراً هم السابقون من بين عمال الآخرة.

السادسة والخمسون: أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، ومن صدقه الله تعالى رجي له أن يحشر مع الصادقين.

السابعة والخمسون: أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.

الثامنة والخمسون: أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم.

التاسعة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق.

الستون: أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.

الحادية والستون: أن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.

الثانية والستون: أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق.

الثالثة والستون: أن للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة.

الرابعة
والستون: أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيراً لشهود
العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة.




>>>>>>
فالمؤمن مأمور من الإكثار بالذكر، والإكثار من الاستغفار، لعل الله -جل
وعلا- يضاعف له المثوبة ويغفر له السيئات، ويشرع الإكثار من ذلك في أوئل
الليل وأوئل النهار، يكثر من ذكر الله فيها، في أول الليل وأول النهار
للحديث الصحيح يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من قال سبحان الله وبحمده
حين يصبح وحين يمسي مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، قال
-عليه الصلاة والسلام- لزبيدة لما رآها في مصلاها صباحاً وعاد إليها ضحىً،
قال: (أما زلت في مصلاك) قالت: نعم، قال: (لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما
قلت منذ اليوم لوزنتهن، ثلاث مرات: سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه،
سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله عدد زنة عرشة، سبحان الله مداد كلماته)،
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد
لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، وقال -عليه الصلاة والسلام-:
(الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله
أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، وقال الأعرابي: يا رسول الله علمني
شيئاً أذكر ربي به قال: (قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر
كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا
بالله العزيز الحكيم)، قال يا رسول الله: هذا لربي، فما لي؟ قال قل: (اللهم
اغفر لي وارزقني وعافني واهدني)، فالمؤمن يدعو ربه ويستغفر ربه، يكثر من
ذكره -جل وعلا-، في الصباح والمساء، يرجو ثوابه ويخشى عقابه -سبحانه
وتعالى-، كما قال تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ
الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا[طـه: 130]، وقال سبحانه: فَسُبْحَانَ
اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ[الروم: 17]، وهكذا في بقية
الوقت، يكثر من ذكر الله في الليل والنهار، ولا يسأم، لأن الله يحب أن يشكر
ويحب أن يذكر -سبحانه وتعالى-، وقال في الحديث الصحيح -عليه الصلاة
والسلام-: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،
يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفسٍ من
ولد إسماعيل)، هذه الكلمات العظيمة، من قال عشر مرات: لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات
كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من
قال في يومٍ مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله
الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، كانت له عدل عشر رقاب، يعني يعتقها، وكتب الله
له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكانت في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى
يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله)، فهذا فضل
عظيم، وشرع للناس أن يقولوا بعد كل صلاة: سبحان الله، والحمد لله والله
أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، وتمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء ٍ قدير، وذكر أن العبد إذا قال ذلك غفرت
خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، فهذا فضل عظيم، بعد كل صلاة، بعد الفريضة،
إذا سلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام
ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، مرةً أو ثلاث مرات، لا حول
ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله
الفضل وله الثناء الحسن، لا إله الله إلا الله مخلصين له الدين وله كره
الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد
منك الجد، ثم يسبح ثلاثاً وثلاثين مرة، سبحان الله، والحمد لله والله أكبر،
ثلاثاً وثلاثين مرة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من سبح الله دبر كل صلاة
ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين
وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل
شيءٍ قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، وهذا فضل عظيم، كونه يسبح
ويحمد ويكبر ثلاثاً وثلاثين هذه تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة: لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير مرةً
واحدة، تمام المائة، فهذا فيه فضل عظيم، من أسباب المغفرة، وإن قال: سبحان
الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمساً وعشرين مرة، صارت
مائة، هذا نوع آخر أيضاً، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله
أكبر بعد كل صلاة خمساً وعشرين مرة يكون الجميع مائة مرة، إذا قال: سبحان
الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين مرة كان جميعها
مائة مرة، يكون سبحان الله خمساً وعشرين، والحمد لله خمساً وعشرين، ولا إله
إلا الله خمساً وعشرين، والله أكبر خمساً وعشرين، الجميع مائة مرة، ولكن
أحاديث من سبح الله ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله
ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء ٍقدير، غفرت خطاياه وإن
كانت مثل زبد البحر، هذا أصح وأكمل من ذاك الأول، فينبغي للمؤمن أن يكثر من
هذه الأذكار العظيمة ويقول بعد هذا، يقرأ آية الكرسي أيضاً: اللَّهُ لا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ....[البقرة: 255]، بعد كل صلاة،
بعد هذا الذكر، ويقرأ: (قل هو الله أحد)، والمعوذتين، بعد كل صلاة، وإذا
كررها ثلاثاً بعد الفجر، في الصباح والمساء كان أفضل، ثلاث مرات، بعد
المغرب والفجر، وبكل حال المشروع لكل مؤمن ومؤمنة الإكثار من ذكر الله في
جميع الليل والنهار، الإكثار من ذكر الله وتسبيحه وتحميده وتكبيره والإكثار
من الاستغفار، لحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له بكل همٍ فرجا، ومن كل
ضيقٍ مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب). <<<<<<

descriptionفضل الذكر وفوائده ابن القيم رحمه الله مع الأذكار الوارده بالسنة Emptyرد: فضل الذكر وفوائده ابن القيم رحمه الله مع الأذكار الوارده بالسنة

more_horiz
[بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب

descriptionفضل الذكر وفوائده ابن القيم رحمه الله مع الأذكار الوارده بالسنة Emptyرد: فضل الذكر وفوائده ابن القيم رحمه الله مع الأذكار الوارده بالسنة

more_horiz
شكرا لكم على
مروركم على موضوعى المتواضع
شكرا لكم
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد