السؤال: زوجتي أصيبت بعين ، وبعد القراءة عليها
لفترة استمرت ثلاث سنوات ولدى قراء مختلفين حتى شفاها الله على يد أحد
القراء ، حيث تبين أن بها تلبساً من شخصين أصاباها بالعين ، فأصبحت الآن
تكرههم ، وتكره سماع أخبار عنهم ، علماً بأنهم من الأقارب ، فما توجيهكم
لهذه الحالة ،جزاكم الله خيراً؟.
الجواب :
الحمد لله
الذي يفهم من كلام السائل أن زوجته أصابها مس من
الجن ، وأنه لما قرئ عليها نطق الجني بأن فلانا وفلانا أصاباها بالعين .
فاعلم – يا أخي – أن الأصل في الجن المشرك أنه كذوب
لا يصدق ، وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أبي هريرة
رضي الله عنه : (صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ . ذَاكَ شَيْطَانٌ) رواه البخاري (3275) .
قال الحافظ :
"فِي الْحَدِيث مِنْ الْفَوَائِد : أَنَّ
الشَّيْطَان مِنْ شَأْنه أَنْ يَكْذِب" انتهى باختصار .
وقال أيضا :
"وَقَوْله فِي آخِره (صَدَقَك وَهُوَ كَذُوب) هُوَ
مِنْ التَّتْمِيم الْبَلِيغ , لِأَنَّهُ لَمَّا أَوْهَمَ مَدْحه بِوَصْفِهِ
الصِّدْق فِي قَوْله صَدَقَك اِسْتَدْرَكَ نَفْي الصِّدْق عَنْهُ بِصِيغَةِ
مُبَالَغَة ، وَالْمَعْنَى : صَدَقَك فِي هَذَا الْقَوْل مَعَ أَنَّ عَادَته
الْكَذِب الْمُسْتَمِرّ , وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ : قَدْ يَصْدُق الْكَذُوب" انتهى .
ومن مقاصد الشيطان التي يسعى إليها : التفريق بين
الناس والوقيعة بينهم .
قال الله تعالى عن السحرة الذين يتعلمون السحر من
الشياطين : (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ
وَزَوْجِهِ) البقرة/102 .
فشأن الشياطين : التفريق بين الأحبة ، والسعي
بالفساد بين الناس ، فتقطع الأرحام ، وتطلق الزوجات ، ويتباغض الناس .
فالذي نراه أنه لا يجوز الاعتماد على إخبار الجن
بذلك ، وقد يكون أراد بذلك تقطيع الأرحام.
مع التنبيه أن العائن قد يصيب المعيون وهو لا يريد
ذلك ولا يشعر به ، فلا يلزم من الإصابة بالعين أن يكون العائن خبيثاً يريد الشر
بالمعيون ، ويكره له الخير .
وعلى هذا ، فالنصيحة لزوجتك أن تستعيذ بالله من
الشيطان الرجيم ، وتجتهد في مراغمته وإذلاله ، فتحسن إلى من أوهمها الشيطان أنهم
أساءوا إليها لتقطع بذلك رحمها ، ولتحتسب الثواب في ذلك ، فإن صلة الأرحام من أفضل
الأعمال الصالحة ، فإن الله تعالى يصل من وصل رحمه ، ويقطع من قطعها .
والله أعلم
لفترة استمرت ثلاث سنوات ولدى قراء مختلفين حتى شفاها الله على يد أحد
القراء ، حيث تبين أن بها تلبساً من شخصين أصاباها بالعين ، فأصبحت الآن
تكرههم ، وتكره سماع أخبار عنهم ، علماً بأنهم من الأقارب ، فما توجيهكم
لهذه الحالة ،جزاكم الله خيراً؟.
الجواب :
الحمد لله
الذي يفهم من كلام السائل أن زوجته أصابها مس من
الجن ، وأنه لما قرئ عليها نطق الجني بأن فلانا وفلانا أصاباها بالعين .
فاعلم – يا أخي – أن الأصل في الجن المشرك أنه كذوب
لا يصدق ، وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أبي هريرة
رضي الله عنه : (صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ . ذَاكَ شَيْطَانٌ) رواه البخاري (3275) .
قال الحافظ :
"فِي الْحَدِيث مِنْ الْفَوَائِد : أَنَّ
الشَّيْطَان مِنْ شَأْنه أَنْ يَكْذِب" انتهى باختصار .
وقال أيضا :
"وَقَوْله فِي آخِره (صَدَقَك وَهُوَ كَذُوب) هُوَ
مِنْ التَّتْمِيم الْبَلِيغ , لِأَنَّهُ لَمَّا أَوْهَمَ مَدْحه بِوَصْفِهِ
الصِّدْق فِي قَوْله صَدَقَك اِسْتَدْرَكَ نَفْي الصِّدْق عَنْهُ بِصِيغَةِ
مُبَالَغَة ، وَالْمَعْنَى : صَدَقَك فِي هَذَا الْقَوْل مَعَ أَنَّ عَادَته
الْكَذِب الْمُسْتَمِرّ , وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ : قَدْ يَصْدُق الْكَذُوب" انتهى .
ومن مقاصد الشيطان التي يسعى إليها : التفريق بين
الناس والوقيعة بينهم .
قال الله تعالى عن السحرة الذين يتعلمون السحر من
الشياطين : (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ
وَزَوْجِهِ) البقرة/102 .
فشأن الشياطين : التفريق بين الأحبة ، والسعي
بالفساد بين الناس ، فتقطع الأرحام ، وتطلق الزوجات ، ويتباغض الناس .
فالذي نراه أنه لا يجوز الاعتماد على إخبار الجن
بذلك ، وقد يكون أراد بذلك تقطيع الأرحام.
مع التنبيه أن العائن قد يصيب المعيون وهو لا يريد
ذلك ولا يشعر به ، فلا يلزم من الإصابة بالعين أن يكون العائن خبيثاً يريد الشر
بالمعيون ، ويكره له الخير .
وعلى هذا ، فالنصيحة لزوجتك أن تستعيذ بالله من
الشيطان الرجيم ، وتجتهد في مراغمته وإذلاله ، فتحسن إلى من أوهمها الشيطان أنهم
أساءوا إليها لتقطع بذلك رحمها ، ولتحتسب الثواب في ذلك ، فإن صلة الأرحام من أفضل
الأعمال الصالحة ، فإن الله تعالى يصل من وصل رحمه ، ويقطع من قطعها .
والله أعلم