هل العقيدة الإسلامية منهج نظري أم منهج عملي جاد ؟
ما هي الكتب التي يرجع إليها لتعلم العقيدة ؟ كيف يمكن تطبيق العقيدة في
ظل هذا الواقع ؟ ما هي طرق تعلم العقيدة ؟ هل عمل شيء من الإسلام وعدم عمل
شيء آخر ( يصلي ولا يزكي أو لا يغض البصر وما ينتج عنه ) يعتبر هذا خللا
في العقيدة ؟ هل المسلمون اليوم بحاجة إلى من يعلمهم العقيدة ؟
الرجاء بث بعض التعليمات لمن أراد أن يتعلم العقيدة الصحيحة على منهج الصحابة رضوان الله عليهم.
الحمد لله
أولاً :
العقيدة الإسلامية ليست منهجا نظريا فلسفيا ، بل هي منهج عملي
جاد ، فالعمل ركن ركين في هذه العقيدة ، ولهذا اتفق أهل السنة على أن الإيمان قول
وعمل ، أو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان .
فمن آمن بالله تعالى ربا وإلها ، عبده وأطاعه بالصلاة والزكاة
ونحوها .
ومن آمن باليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء ، دعاه ذلك إلى فعل
ما أمر الله به وترك ما نهى عنه .
ومن آمن بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاده ذلك إلى
طاعته وتطبيق سنته ، ونشر ملته .
وهكذا تترجم المبادئ التي يعتقدها الإنسان إلى أعمال وأقوال ،
وسعي ، واجتهاد . وكلما زاد الإيمان في القلب زادت آثاره على الجوارح .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة
إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) رواه
البخاري (52) ومسلم (1599).
وقال الحسن البصري رحمه الله : " ليس الإيمان بالتمني ولا
بالتحلي ، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل " .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فإذا كان القلب صالحا
بما فيه من الإيمان علما وعملا قلبيا لزم ضرورةً صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل
بالإيمان المطلق ، كما قال أئمة أهل الحديث : قول وعمل ، قول باطن وظاهر ، وعمل
باطن وظاهر ، والظاهر تابع للباطن لازم له ، متى صلح الباطن صلح الظاهر ، وإذا فسد
فسد ، ولهذا قال من قال من الصحابة عن المصلى العابث : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه
). اهـ مجموع الفتاوى (7/187)
ثانياً :
وأما الكتب التي يرجع إليها في العقيدة فكثيرة ، وأعظمها كتاب
الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ففيهما العصمة والنجاة لمن تمسك بهما .
وقد اهتم العلماء ببيان العقيدة الصحيحة ونشرها ، وألفوا لذلك ما لا يحصى من الكتب
، ومن أشهر هذه المؤلفات : السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل ، والتوحيد لابن خزيمة
، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي ، وعقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني ،
والعقيدة الواسطية لابن تيمية ، والعقيدة الطحاوية وشرحها لابن أبي العز الحنفي ،
ولوامع الأنوار البهية للسفاريني ، ومعارج القبول لحافظ حكمي ، والإرشاد إلى صحيح
الاعتقاد للشيخ صالح الفوزان ، وهذا الأخير كتاب سهل مبسط نافع .
ثالثاً :
وأما تطبيق العقيدة في هذا الواقع ، فيكون بتعلمها ، ونشرها ،
والدعوة إليها ، والرد على مخالفيها بالحكمة والموعظة الحسنة ، فبهذا تنتشر العقيدة
، وتظهر آثارها ، وينعم الناس في ظلالها.
رابعاً :
وأما طرق تعلم العقيدة ، فبالتلقي المباشر عن أهلها العالمين بها
، العاملين بمقتضاها ، وهذا هو الطريق الأسلم والأنفع ، لمن تيسر له ذلك . وأما من
كان بعيدا عن أهل العلم فعليه الرجوع إلى شروحهم ومؤلفاتهم وأشرطتهم ، مع السؤال
عما أشكل وغمض فهمه عليه .
خامساً :
إذا عمل الإنسان بعض شرائع الإسلام وترك البعض الآخر ، بأن ترك
بعض الواجبات أو فعل بعض المحرمات ، كان ذلك نقصا في إيمانه ، وضعفا في يقينه
ومحبته لربه ودينه ، وهذا خلل في العقيدة ولا شك .
ولذلك كان من أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة
وينقص بالمعصية ، وقد يكون هذا النقص والخلل مزيلاً للإيمان بالكلية ، فيصير صاحبه
مرتداً عن الإسلام ، كما لو ترك الصلاة ، انظر السؤال رقم (5208)
(2182)
وأما المعاصي التي لا تصل إلى حد الكفر ، كمنع الزكاة الواجبة ،
أو إطلاق البصر المحرم ونحو ذلك فهذه ينقص بها الإيمان .
سادساً :
المسلمون بحاجة إلى من يوضح لهم العقيدة الصحيحة الصافية ،
المبنية على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ، وذلك لوجود الجهل ، وانتشار البدع
والخرافات ، والمذاهب الفكرية المنحرفة .
فالواجب على كل مسلم أن ينصح لنفسه أولا بتعلم العقيدة الصحيحة ،
وتلقيها من مصادرها المأمونة ، ثم نشرها وتعليمها للناس ، عن طريق الدروس
والمحاضرات ، والكتب والنشرات والمجلات ، قياما بواجب البلاغ والبيان ، كما قال
سبحانه : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) آل عمران/187
، وقال : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران/104
وقال : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ ) يوسف/108
والله تعالى أعلم .
ما هي الكتب التي يرجع إليها لتعلم العقيدة ؟ كيف يمكن تطبيق العقيدة في
ظل هذا الواقع ؟ ما هي طرق تعلم العقيدة ؟ هل عمل شيء من الإسلام وعدم عمل
شيء آخر ( يصلي ولا يزكي أو لا يغض البصر وما ينتج عنه ) يعتبر هذا خللا
في العقيدة ؟ هل المسلمون اليوم بحاجة إلى من يعلمهم العقيدة ؟
الرجاء بث بعض التعليمات لمن أراد أن يتعلم العقيدة الصحيحة على منهج الصحابة رضوان الله عليهم.
الحمد لله
أولاً :
العقيدة الإسلامية ليست منهجا نظريا فلسفيا ، بل هي منهج عملي
جاد ، فالعمل ركن ركين في هذه العقيدة ، ولهذا اتفق أهل السنة على أن الإيمان قول
وعمل ، أو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان .
فمن آمن بالله تعالى ربا وإلها ، عبده وأطاعه بالصلاة والزكاة
ونحوها .
ومن آمن باليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء ، دعاه ذلك إلى فعل
ما أمر الله به وترك ما نهى عنه .
ومن آمن بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاده ذلك إلى
طاعته وتطبيق سنته ، ونشر ملته .
وهكذا تترجم المبادئ التي يعتقدها الإنسان إلى أعمال وأقوال ،
وسعي ، واجتهاد . وكلما زاد الإيمان في القلب زادت آثاره على الجوارح .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة
إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) رواه
البخاري (52) ومسلم (1599).
وقال الحسن البصري رحمه الله : " ليس الإيمان بالتمني ولا
بالتحلي ، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل " .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فإذا كان القلب صالحا
بما فيه من الإيمان علما وعملا قلبيا لزم ضرورةً صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل
بالإيمان المطلق ، كما قال أئمة أهل الحديث : قول وعمل ، قول باطن وظاهر ، وعمل
باطن وظاهر ، والظاهر تابع للباطن لازم له ، متى صلح الباطن صلح الظاهر ، وإذا فسد
فسد ، ولهذا قال من قال من الصحابة عن المصلى العابث : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه
). اهـ مجموع الفتاوى (7/187)
ثانياً :
وأما الكتب التي يرجع إليها في العقيدة فكثيرة ، وأعظمها كتاب
الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ففيهما العصمة والنجاة لمن تمسك بهما .
وقد اهتم العلماء ببيان العقيدة الصحيحة ونشرها ، وألفوا لذلك ما لا يحصى من الكتب
، ومن أشهر هذه المؤلفات : السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل ، والتوحيد لابن خزيمة
، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي ، وعقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني ،
والعقيدة الواسطية لابن تيمية ، والعقيدة الطحاوية وشرحها لابن أبي العز الحنفي ،
ولوامع الأنوار البهية للسفاريني ، ومعارج القبول لحافظ حكمي ، والإرشاد إلى صحيح
الاعتقاد للشيخ صالح الفوزان ، وهذا الأخير كتاب سهل مبسط نافع .
ثالثاً :
وأما تطبيق العقيدة في هذا الواقع ، فيكون بتعلمها ، ونشرها ،
والدعوة إليها ، والرد على مخالفيها بالحكمة والموعظة الحسنة ، فبهذا تنتشر العقيدة
، وتظهر آثارها ، وينعم الناس في ظلالها.
رابعاً :
وأما طرق تعلم العقيدة ، فبالتلقي المباشر عن أهلها العالمين بها
، العاملين بمقتضاها ، وهذا هو الطريق الأسلم والأنفع ، لمن تيسر له ذلك . وأما من
كان بعيدا عن أهل العلم فعليه الرجوع إلى شروحهم ومؤلفاتهم وأشرطتهم ، مع السؤال
عما أشكل وغمض فهمه عليه .
خامساً :
إذا عمل الإنسان بعض شرائع الإسلام وترك البعض الآخر ، بأن ترك
بعض الواجبات أو فعل بعض المحرمات ، كان ذلك نقصا في إيمانه ، وضعفا في يقينه
ومحبته لربه ودينه ، وهذا خلل في العقيدة ولا شك .
ولذلك كان من أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة
وينقص بالمعصية ، وقد يكون هذا النقص والخلل مزيلاً للإيمان بالكلية ، فيصير صاحبه
مرتداً عن الإسلام ، كما لو ترك الصلاة ، انظر السؤال رقم (5208)
(2182)
وأما المعاصي التي لا تصل إلى حد الكفر ، كمنع الزكاة الواجبة ،
أو إطلاق البصر المحرم ونحو ذلك فهذه ينقص بها الإيمان .
سادساً :
المسلمون بحاجة إلى من يوضح لهم العقيدة الصحيحة الصافية ،
المبنية على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ، وذلك لوجود الجهل ، وانتشار البدع
والخرافات ، والمذاهب الفكرية المنحرفة .
فالواجب على كل مسلم أن ينصح لنفسه أولا بتعلم العقيدة الصحيحة ،
وتلقيها من مصادرها المأمونة ، ثم نشرها وتعليمها للناس ، عن طريق الدروس
والمحاضرات ، والكتب والنشرات والمجلات ، قياما بواجب البلاغ والبيان ، كما قال
سبحانه : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) آل عمران/187
، وقال : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران/104
وقال : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ ) يوسف/108
والله تعالى أعلم .