طويت الصفحــاتــ
فرفعت الأقلامـ ، و جفت الصحفــ
آخر النظرات..
تلك اللحظة التي يُلقي فيها الانسان أحر النظرات على الابناء والبنات والاخوة والاخوات..
يلقى فيها آخر النظرات على هذه الدنيا وتبدو على وجهه الآهات والزفرات..
[ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ]
بداية الرحلة..
[ كل نفس ذائقة الموت ]
إنها بداية الرحلة إلى لدار الاخرة...... إنها بداية عظيمة إذا ضَعُفَ جنابُك وكثُرت خطوبك
إذا عُرِضَت عليك عند كشف الغطاء ذنوبك ...
فتخيل نفسك طريحاً بين أهلك وقد وقعت في الحسرة ...وجفتك العبرة ...وثقُل اللسان ...
واشتدت بك الاحزان ...وعلا صراخ الاهل والإخوان....
ويُدعى لك الاطباء .....ويُجمع لك الدواء ....فلا يزيدك ذلك إلا هماً وبلاء
ماذا تتمنى ؟
الله اكبر من ساعة تطوى فيها صحفتك إما على الحسنات أو على السيئات ..
تتمنى صلاح الأقوال والأفعال
[ ربي لولا أخرتني الى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ]
تحس بقلب متقطع من الألم..... تحس بالشعور والندم......
أن الايام انتهت...... وان الدنيا قد انقضت..
يصلون عليك...
[ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ]
لاحول ولا قوة الا بالله
سكنت الحركات...... وخمدت النبضات.......
وغدت جثة هامده لا روح فيها .......كأن لم تغن فيها ..
عبدالله تخيل نفسك هذه الجثه التي يصلى عليها الآن...
إنها لحظة رهيبة.....
كيف حالك؟..... إلى أين مآلك؟ ....ماهي أمنياتك؟.....
تصور أن المسلمين الآن يصلون عليك ....عليك أنت.
وحملوها على الاعناق...
وصلى المسلمون على الجنازة... وحمولها على الأعناق ..
إن كانت صالحه قالت : قدموني قدموني ..
وإن كانت غير ذلك قلت : ياويلها أين تذهبون بها؟ ..إلى المقبرة
هناك حيث التربة ......وحيث الغربة..... حيث الجماجم .. حيث الدود .. حيث القبور .. أول منازل الآخرة ..
بيت الغربة...
ثم ألبسوك الكفن....وأُخرجت من بين أحبابك..... وجُهِزت لترابك..... وأُسلمت إلى الدود ......وصرت رهينا بين اللحود ......
وصار القبر مأواك...... إلى يوم القيامة ومثواك ..
[ لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ]
اول مراحل الآخره...
فلا إله الا الله من ساعة نزَلْت فيها أول مراحل الآخرة... واستقبلت الحياة الجديدة
فإما عيشه سعيدة.....او عيشة نكيدة .....
إنها اللحظه التي يحس الانسان فيها بالحسرة والالم....على كل لحظه فرط فيها في جنب الله
[حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ]
يُنادي ولا مجيب...
فلا إله الا الله من دار تقارب سكانها... وتفاوت عُمارُها....
فقبر يتقلب في النعيم والرضوان العظيم .....وآخر في دركات النيران والجحيم والعذاب المقيم ...
يُنادي ولامجيب..... ويُستعتب ولامستجيب ..
انقطعت الأيام بما فيها...... وعاين الانسان ماكان يقترفه فيها ..
كل هذه الجموع...
إنه يوم تجتمع فيه الخصوم.... وينصف فيه الظالم من المظلوم .....
فتنتشر فيه الدواوين لحكومة إله الأولين والآخرين
كل هذه الجموع وكل هذه الامم أُقيمت في ذلك المشهد العظيم لكي تنهال عليها الاسئلة وتُعد لها درجاتها ودركاتها....
بما تجيب هناك؟
[يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء ، لمن الملك اليوم لله الواحد القهار,اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم، إن الله سريع الحساب ]
قم للعرض...
هناك حيث تقف بين يدي الله والشهود حاضرة.... والعيون الى الله ناظرة......
هناك حيث يوقف العبد بين يدي الله جل جلاله .. فينادي منادي الله ..
يافلان ابن فلانة قم للعرض على الله ..
فلا يُنادى أحد بأبيه لكي تزول الأحساب والأنساب... ويَذل العباد بين يدي رب الارباب..
[ فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ]
فماذا تختار؟!؟!
ها أنت قد علمت أن الموت مصير كل حي سوى الله جل وعلا ....
وكل منا سيصل يوما ما إلى اليوم الأخير من حياته .. صبحٌ ليس بعده مساء .. ومساءٌ ليس يليه صباح !
وتبدأ تلك السلسة الرهيبة من الاحداث العظام
ولاينتظر المرء بعد موته الا جنة نعيمها مقيم.... أو نار عذابها أليم ..
فماذا تختار ؟!