شاعـــر العــــرب
غَنَّـيتَــــهمْ فتــمــايـلوا إطــــراءَ ومنـحتَـهم بشـقائِك النَّعمــاءَ
وعَصرتَ روحكَ بينهم وسكبتَها شِعراً وكنتَ الكأسَ والنُّدََماءَ
وصنعتَ من ريشِ الحروفِ مراوحاً ووسـائـداً وَأَسِــِرَّةً وغِطـــاءَ
أهديتَــهمْ دمعَ الهزارَ ولثغةَ الـ آهــاتِ فيــِهِ، وزهرةً هَدْبــاءً
وأتيتـهمْ بالبـحرِ يسـهرُ عنـدهمْ وينــامُ تحـتَ بيوتِـهمْ إغفـاءَ
فـإذا برائحــةِ المَحَـارِ تكدَّسـتْ بدروبــهمْ لمّا الصباحُ أضاءَ
وإذا اللالئُ في الكـرومِ تناولتْ إفطـارَها فَغــَدتَْ أشــدَّ نقــاءً
وأتيتَ بالغـاباتِ ضَفَّرَ شَعْــرَها قمـرٌ وأرخـى خُصـلةً شقـراءَ
غـارَ البنفسـجُ إذا رآكَ مداعـباً خَدَّ النسيمِ... فدمعُهُ يتـراءى
وَشَكَتْ ظِباءُ الحيِّ تندبُ حظَّها لمّا ابتكرتَ من الحروفِ ظباءَ
وتركتَها ترعى بصدرِكَ حِنطَـةً وعلى شفاهـِكَ تستِعبُّ المـاءَ
أبدعتَ أشـرعةً وَسِرْبَ مراكبٍ وَوَهبتَـها من زَفرتَيـْكَ هــواءَ
ونشرتَها فَجََرَتْ ببحرِ جراحهمْ حَمَلَتْ إليهمْ نجدة.... وغـذاءَ
وجسَسْتَ كالآسِي مَواضعَ دائِهم عَرَفتْ يداهُ... بلمسَتينِ...الداءَ
أدركتَ خبثَ نموِّهِ فجعـلتَ مـن نَصْلِ القصيدةِ مِبضـعاً ودواءَ
وكتبتَ بالشريانِ وصفَتَك التي مُنِعَتْ فصارتْ وصفةً سوداءًَ
أغلظتَ في نَكْءِ الدماملِ مُفرِغاً قيحَ الطغاةِ... فأهرقوكَ دمـاءَ
ووكتبتَ عن حيضِ الرجالِ تأنَّثَتْ أفكــارُهُمْ وتكــوَّروا .... أثــداءَ
وعنِ الصهيـلِ نَستْهُ أمةُ يعربٍ وعن الخيــولِ تمـزَّقتْ أشــلاءَ
وعن العراقِ..وطبخةِ الدَّمِ التي فاحتْ موائدُ لحمِها.... بغضـاءَ
عن أهلِ غَزَّةَ يدفعونَ ضريبةَ الـ عربِ الذين تواطؤو...استخذاءَ
يا شــاعرَ العـربِ النبيـلَ وإنَّـهُ دأبُ الخَنــَا أنْ يُبغِـضَ النبــلاءَ
قَـدَرٌ هو الشِّعـرُ الأبـيُّ وطالمـا بإبـائـهِ ... قـــد أَرَّقَ الشُّـــعراءَ
إصدَحْ...فقد كتبوا خلودَكَ عندما (رَكزوا حروفَكَ في الرمالِ لواءَ)
قَدْ قَرَّبوكَ من الشعوبِ بمنعهمْ ما كانَ منعُكَ عنهمُ... إقصاءَ
ودخـلتَ من كـلِّ النوافـذِ ناشـراً نوراً بها... أو مُحدِثاً.... ضوضاءَ
فـرواكَ أبنـاءُ القبيـلةِ... كلُّــهمْ ورويتـهمْ مـن مقلتيـكَ سخـاءَ
وتناقلتــكَ حرائـرٌ فـي خِـدرِهـا كُحلاً... يطـرِّزُ حُسـنَهنَّ بكـاءَ
خَبَّأنَ شِعرَكَ بين أهدابِ الهوى عَجَـبَاً لهُــدبٍ أن يكـونَ خِبـاءَ
شكراً لمَا أشعلتَ من حِبْرٍ على ورقِ القلوبِ وقاومَ الإطفاءَ
شكراً لخاصرةِ الحروفِ جعلتَها كَلْمى ... تَنزُّ قصائداً حمراءَ
شكـراً لمنـفـاكَ الذي من بـردِهِ منحتكَ كلُّ قلوبِنا ... الإيواءَ
يا شـاعرَ العــربِ النبيـلَ وإنهُ شرفُ الرسالةِ أن تثيرَ عناءَ
شكراً لهجرتـِكَ الشريفـةِ إنهــا أعطتكَ من حُلَلِ الخلودِ كساءَ
شكــراً لقمــعِ القـامـعينَ فإنــهُ من ضيقـِهِ قد أطَلـقَ العظماءَ
فتسـابقـوا فكــراً إلــى حــريـةٍ الفكـرُ حَيَثُ رأى التحـرُّرَ جاءَ
وَبَنَوْا على جَبلِ الجليدِ بيوتَهم غُرَفـاً مُضَـوَّأةَ الصّـُوى وفِناءَ
لم يُثنِهِمْ...وجعُ الصقيعِ وربَما وجــعٌ يـكــونُ لــذاذةً وهنــاءَ
سَلْ (لندنَ) البلدَ الذي أعطى لهمْ أُفُقــاً وأقمـاراً بـهِ ... وفضـاءَ
سَلْها عن الضادِ التي قد هاجرتْ رَبَطتْ هناكَ خيولَها...العرباءَ
وأعجبْ لأمرِ (المستقلَّةِ) راعياً للشِّعرِ حينَ الشِّعرُ صارَ شقاءَ
مَسحَتْ عن البحرِ الطويلِ غبارَه بَلْ لَملَـمتْ عن موجِـهِ الإقواءَ
أَحْيتْ (عكاظَ) فللخيامِ مَضاربٌ (فزهيرُ) فيها يَسمعُ (الخنساءَ)
قامتْ تُتوِّج شاعـرَ العربِ الذي لَمَسَ النجومَ وداعبَ الجوزاءَ
المبدعونَ على الزمـانِ تَفـَوَّقوا فبأيِّ ظرفٍ.. أَبدعوا... استثناءَ
قد أطلقوا من فُوَّهاتِ جِراحِـهمْ حِبراً... يطيـرُ حمـامةً بيضـاءَ
وإذا أردتَ علـى كلامـي شـاهداً فأسألْ بربِّكَ (تونسَ الخضراءَ)
وَلَدَتْ لنا (قَرطاجُ) من زيتونِها رجـلاً سقتهُ الشمسَ والأفيـاءَ
أَهدتْهُ للدنيـــا سفـــيرا...دائمــاً كاليــاسمينِ نقـــاوةً وصـــفاءَ
رجلَ الحوارِ، وظلَ يهتـفُ قائلاً: "الرأيً يدحـضُ بالحِجـى الآراءَ"
يا قيروان، ويا حوامدُ..إفخروا بـهِ، وافخروا ما شئتمُ خُيَـلاءَ
"الهاشميُ"، وما أراني مُفـرطاً مَنَـحَ العروبةَ.. لونـَها الوضاءَ
يا حاسدا "للمستقلَّةُ"... انتظر لِترى خطابَ الحقدِ صارَ هباءَ
غَنَّـيتَــــهمْ فتــمــايـلوا إطــــراءَ ومنـحتَـهم بشـقائِك النَّعمــاءَ
وعَصرتَ روحكَ بينهم وسكبتَها شِعراً وكنتَ الكأسَ والنُّدََماءَ
وصنعتَ من ريشِ الحروفِ مراوحاً ووسـائـداً وَأَسِــِرَّةً وغِطـــاءَ
أهديتَــهمْ دمعَ الهزارَ ولثغةَ الـ آهــاتِ فيــِهِ، وزهرةً هَدْبــاءً
وأتيتـهمْ بالبـحرِ يسـهرُ عنـدهمْ وينــامُ تحـتَ بيوتِـهمْ إغفـاءَ
فـإذا برائحــةِ المَحَـارِ تكدَّسـتْ بدروبــهمْ لمّا الصباحُ أضاءَ
وإذا اللالئُ في الكـرومِ تناولتْ إفطـارَها فَغــَدتَْ أشــدَّ نقــاءً
وأتيتَ بالغـاباتِ ضَفَّرَ شَعْــرَها قمـرٌ وأرخـى خُصـلةً شقـراءَ
غـارَ البنفسـجُ إذا رآكَ مداعـباً خَدَّ النسيمِ... فدمعُهُ يتـراءى
وَشَكَتْ ظِباءُ الحيِّ تندبُ حظَّها لمّا ابتكرتَ من الحروفِ ظباءَ
وتركتَها ترعى بصدرِكَ حِنطَـةً وعلى شفاهـِكَ تستِعبُّ المـاءَ
أبدعتَ أشـرعةً وَسِرْبَ مراكبٍ وَوَهبتَـها من زَفرتَيـْكَ هــواءَ
ونشرتَها فَجََرَتْ ببحرِ جراحهمْ حَمَلَتْ إليهمْ نجدة.... وغـذاءَ
وجسَسْتَ كالآسِي مَواضعَ دائِهم عَرَفتْ يداهُ... بلمسَتينِ...الداءَ
أدركتَ خبثَ نموِّهِ فجعـلتَ مـن نَصْلِ القصيدةِ مِبضـعاً ودواءَ
وكتبتَ بالشريانِ وصفَتَك التي مُنِعَتْ فصارتْ وصفةً سوداءًَ
أغلظتَ في نَكْءِ الدماملِ مُفرِغاً قيحَ الطغاةِ... فأهرقوكَ دمـاءَ
ووكتبتَ عن حيضِ الرجالِ تأنَّثَتْ أفكــارُهُمْ وتكــوَّروا .... أثــداءَ
وعنِ الصهيـلِ نَستْهُ أمةُ يعربٍ وعن الخيــولِ تمـزَّقتْ أشــلاءَ
وعن العراقِ..وطبخةِ الدَّمِ التي فاحتْ موائدُ لحمِها.... بغضـاءَ
عن أهلِ غَزَّةَ يدفعونَ ضريبةَ الـ عربِ الذين تواطؤو...استخذاءَ
يا شــاعرَ العـربِ النبيـلَ وإنَّـهُ دأبُ الخَنــَا أنْ يُبغِـضَ النبــلاءَ
قَـدَرٌ هو الشِّعـرُ الأبـيُّ وطالمـا بإبـائـهِ ... قـــد أَرَّقَ الشُّـــعراءَ
إصدَحْ...فقد كتبوا خلودَكَ عندما (رَكزوا حروفَكَ في الرمالِ لواءَ)
قَدْ قَرَّبوكَ من الشعوبِ بمنعهمْ ما كانَ منعُكَ عنهمُ... إقصاءَ
ودخـلتَ من كـلِّ النوافـذِ ناشـراً نوراً بها... أو مُحدِثاً.... ضوضاءَ
فـرواكَ أبنـاءُ القبيـلةِ... كلُّــهمْ ورويتـهمْ مـن مقلتيـكَ سخـاءَ
وتناقلتــكَ حرائـرٌ فـي خِـدرِهـا كُحلاً... يطـرِّزُ حُسـنَهنَّ بكـاءَ
خَبَّأنَ شِعرَكَ بين أهدابِ الهوى عَجَـبَاً لهُــدبٍ أن يكـونَ خِبـاءَ
شكراً لمَا أشعلتَ من حِبْرٍ على ورقِ القلوبِ وقاومَ الإطفاءَ
شكراً لخاصرةِ الحروفِ جعلتَها كَلْمى ... تَنزُّ قصائداً حمراءَ
شكـراً لمنـفـاكَ الذي من بـردِهِ منحتكَ كلُّ قلوبِنا ... الإيواءَ
يا شـاعرَ العــربِ النبيـلَ وإنهُ شرفُ الرسالةِ أن تثيرَ عناءَ
شكراً لهجرتـِكَ الشريفـةِ إنهــا أعطتكَ من حُلَلِ الخلودِ كساءَ
شكــراً لقمــعِ القـامـعينَ فإنــهُ من ضيقـِهِ قد أطَلـقَ العظماءَ
فتسـابقـوا فكــراً إلــى حــريـةٍ الفكـرُ حَيَثُ رأى التحـرُّرَ جاءَ
وَبَنَوْا على جَبلِ الجليدِ بيوتَهم غُرَفـاً مُضَـوَّأةَ الصّـُوى وفِناءَ
لم يُثنِهِمْ...وجعُ الصقيعِ وربَما وجــعٌ يـكــونُ لــذاذةً وهنــاءَ
سَلْ (لندنَ) البلدَ الذي أعطى لهمْ أُفُقــاً وأقمـاراً بـهِ ... وفضـاءَ
سَلْها عن الضادِ التي قد هاجرتْ رَبَطتْ هناكَ خيولَها...العرباءَ
وأعجبْ لأمرِ (المستقلَّةِ) راعياً للشِّعرِ حينَ الشِّعرُ صارَ شقاءَ
مَسحَتْ عن البحرِ الطويلِ غبارَه بَلْ لَملَـمتْ عن موجِـهِ الإقواءَ
أَحْيتْ (عكاظَ) فللخيامِ مَضاربٌ (فزهيرُ) فيها يَسمعُ (الخنساءَ)
قامتْ تُتوِّج شاعـرَ العربِ الذي لَمَسَ النجومَ وداعبَ الجوزاءَ
المبدعونَ على الزمـانِ تَفـَوَّقوا فبأيِّ ظرفٍ.. أَبدعوا... استثناءَ
قد أطلقوا من فُوَّهاتِ جِراحِـهمْ حِبراً... يطيـرُ حمـامةً بيضـاءَ
وإذا أردتَ علـى كلامـي شـاهداً فأسألْ بربِّكَ (تونسَ الخضراءَ)
وَلَدَتْ لنا (قَرطاجُ) من زيتونِها رجـلاً سقتهُ الشمسَ والأفيـاءَ
أَهدتْهُ للدنيـــا سفـــيرا...دائمــاً كاليــاسمينِ نقـــاوةً وصـــفاءَ
رجلَ الحوارِ، وظلَ يهتـفُ قائلاً: "الرأيً يدحـضُ بالحِجـى الآراءَ"
يا قيروان، ويا حوامدُ..إفخروا بـهِ، وافخروا ما شئتمُ خُيَـلاءَ
"الهاشميُ"، وما أراني مُفـرطاً مَنَـحَ العروبةَ.. لونـَها الوضاءَ
يا حاسدا "للمستقلَّةُ"... انتظر لِترى خطابَ الحقدِ صارَ هباءَ