هجر ودموع !!
ودموع
.
.
.
في صَبيحة يوم الإثنين
بدأت أعمالها المعتادة باكرًا ..
فقد تستطيع إعادة ترتيب غرفتها بالشّكل اللائق الذي ترضاه عنه
وعلّها تصبح أكثر أناقةً بيدَ أنّهُ شّيْء مستحيلٌ في نظرها،
فغرفتها الصّغيرة فوضويّة دائمًا رغم كلّ المحاولات الغير مُجدية في توظيبهَا
وهذا ما كان يسبب لها الضّجر في أغلب الأحيَان
حتى أنّها باتت تُفكّر في الآونة الأخيرة أن تتخلص من بعضِ الأثاث
لربّما شيْء من الفقدِ يُشعرها بمسَاحةٍ أكبر تتنفسُ فيها هي الأخرى.
دخلت كعادتها المَنزل وآثار التّعب تتجسّد في خطواتها المُترنّحة ..
ألقت الحَقيبة جانبًا ولم تبالي بالمكَان الذي ستسقرّ فيه أفوق المِنضدة البنيّة
أم على كتف الكرسيّ الخشبيّ بجانب الموقد أو ربّما ترتَطِم بالأرضيّة ومن يدري ..
فكرت بهذا قليلا مِن دُون أن تلتفت إلى مكانها بالضّبط وحلّت عقدة شعرها
ثمّ ألقت بجسدها النّحيل على السّرير المُغطّى بكومة الدفاتر.
أخذت تلفّ الغُرفة بناظريهَا وتتسائل عن سبب كلّ هذه الفَوضى
فملابسها المُتدليّة من الخزانة يُعطي المكان بعدًا مُزعجًا
وطَاولتها المُعْتقة تغرق بالأوراق التي اصّفرت من طُول مكوثهَا هناك وتعرّضها لأشعة شمْس الظّهيرة
حتى تكاد تملأ المكان برائحة الإحْتراق!، وأكسيد التّعب.
وتلك رفوفها تزدحمُ بالأشيَاء التي لا تعرف إلى الآن سبب احتفاظها بهَا
هذا فضلا على أنّ أحدها مكْسُور ..
حتى الأريكة ما سلمت من ضجّة الفوْضى
“أوه فرشاة شعري أكانت تختبئُ في ظلّها إذن” قالتها بتحسّر بعد أن مضت أسبوعًا
تبحث عنها واضطرت في النّهاية لشراء واحدةٍ أخرى.
أغمضت عينيها عن هذا الكَابُوس قليلا،
وتنفسّت عميقًا تمدّ العروق بأكسجين جديد
ثمّ أخذت ترفع ناظريها رويدًا رويدًا نحو السّقف
إلى أن سرق تفكيرها شيْء مَا جعلها تحدّق في الخزانة أكثر
وبالتحديد في رفها العلوي إلى الزّاوية اليُمنى ..
حيث يوجد صندوق خشبيّ اختفت معالمه من طبقة الغبار الكثيفة المُرتاحة عليه
أصابها الفضول اتجاهه، عن سرّ ما يحتويه
فحملت جسدها المُتثاقل ورفعت اقدامها قليلا محاولة الوصول إليه
حتى استطاعت جرّه وإنزاله ..
ولأنها تكره تفاصيل الإنتظار كثيرًا نفضت عنهُ الغبار سريعًا
وفتحته من دون تفكيرٍ لتَنظر فيه وتنْدَهش!
فلم يَكُن شيئًا تتخيله يومًا
خمس دقائق مرّت وهي تقف صامتة
وعينيها التي تنظر إلى “مصحفٍ كَريم” قد أزهرت بالدّموع.
.
ودموع
.
.
.
في صَبيحة يوم الإثنين
بدأت أعمالها المعتادة باكرًا ..
فقد تستطيع إعادة ترتيب غرفتها بالشّكل اللائق الذي ترضاه عنه
وعلّها تصبح أكثر أناقةً بيدَ أنّهُ شّيْء مستحيلٌ في نظرها،
فغرفتها الصّغيرة فوضويّة دائمًا رغم كلّ المحاولات الغير مُجدية في توظيبهَا
وهذا ما كان يسبب لها الضّجر في أغلب الأحيَان
حتى أنّها باتت تُفكّر في الآونة الأخيرة أن تتخلص من بعضِ الأثاث
لربّما شيْء من الفقدِ يُشعرها بمسَاحةٍ أكبر تتنفسُ فيها هي الأخرى.
دخلت كعادتها المَنزل وآثار التّعب تتجسّد في خطواتها المُترنّحة ..
ألقت الحَقيبة جانبًا ولم تبالي بالمكَان الذي ستسقرّ فيه أفوق المِنضدة البنيّة
أم على كتف الكرسيّ الخشبيّ بجانب الموقد أو ربّما ترتَطِم بالأرضيّة ومن يدري ..
فكرت بهذا قليلا مِن دُون أن تلتفت إلى مكانها بالضّبط وحلّت عقدة شعرها
ثمّ ألقت بجسدها النّحيل على السّرير المُغطّى بكومة الدفاتر.
أخذت تلفّ الغُرفة بناظريهَا وتتسائل عن سبب كلّ هذه الفَوضى
فملابسها المُتدليّة من الخزانة يُعطي المكان بعدًا مُزعجًا
وطَاولتها المُعْتقة تغرق بالأوراق التي اصّفرت من طُول مكوثهَا هناك وتعرّضها لأشعة شمْس الظّهيرة
حتى تكاد تملأ المكان برائحة الإحْتراق!، وأكسيد التّعب.
وتلك رفوفها تزدحمُ بالأشيَاء التي لا تعرف إلى الآن سبب احتفاظها بهَا
هذا فضلا على أنّ أحدها مكْسُور ..
حتى الأريكة ما سلمت من ضجّة الفوْضى
“أوه فرشاة شعري أكانت تختبئُ في ظلّها إذن” قالتها بتحسّر بعد أن مضت أسبوعًا
تبحث عنها واضطرت في النّهاية لشراء واحدةٍ أخرى.
أغمضت عينيها عن هذا الكَابُوس قليلا،
وتنفسّت عميقًا تمدّ العروق بأكسجين جديد
ثمّ أخذت ترفع ناظريها رويدًا رويدًا نحو السّقف
إلى أن سرق تفكيرها شيْء مَا جعلها تحدّق في الخزانة أكثر
وبالتحديد في رفها العلوي إلى الزّاوية اليُمنى ..
حيث يوجد صندوق خشبيّ اختفت معالمه من طبقة الغبار الكثيفة المُرتاحة عليه
أصابها الفضول اتجاهه، عن سرّ ما يحتويه
فحملت جسدها المُتثاقل ورفعت اقدامها قليلا محاولة الوصول إليه
حتى استطاعت جرّه وإنزاله ..
ولأنها تكره تفاصيل الإنتظار كثيرًا نفضت عنهُ الغبار سريعًا
وفتحته من دون تفكيرٍ لتَنظر فيه وتنْدَهش!
فلم يَكُن شيئًا تتخيله يومًا
خمس دقائق مرّت وهي تقف صامتة
وعينيها التي تنظر إلى “مصحفٍ كَريم” قد أزهرت بالدّموع.
.