الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسورة
هود عليه السلام سورة جليلة القدر خليقة بالتدبر والتأمل لما قص الله فيها
من أخبار الأمم وأنباء الرسل مما فيه تثبيت قلوب المؤمنين وإرهاب الطغاة
المعاندين، ولذلك قال في آخرها: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ
الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ {هود: 120}. ولما فيها من الإخبار
عن يوم القيامة وأحواله وأهواله، ومن هنا كانت هي ونظائرها من السور السبب
في إسراع الشيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الترمذي وحسنه
وابن المنذر والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله قد شبت. قال: شيبتني هود والواقعة
والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت.
وأخرج الطبراني وابن
مردويه بسند صحيح كما قال السيوطي في الدر المنثور عن عقبة بن عامر رضي
الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله قد شبت قال: شيبتني هود وأخواتها.
وقد روي الأمر بقراءتها يوم الجمعة ولا يصح، رواه البيهقي عن كعب مرسلا.
وعن واثلةَ بنِ الأسقعِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيتُ
مكانَ التوراةِ السبعَ الطِّوالَ، ومكانَ الزبورِ المئينَ، ومكانَ
الإنجيلِ المثاني، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ. رواه الطبراني والبيهقي وحسنه
الألباني. وهذه السورة من المئين لأن عددها يزيد على مائة آية. ولم نقف في
فضلها على شيء غير ما ذكرناه.
والله أعلم.