أكد المدرب الاسكتلندي أليكس فيرغسون اليوم الجمعة أنّ المهاجم الدولي واين روني لن يترك مانشستر يونايتد الصيف المقبل، وذلك ردّاً على التقارير التي تحدّثت في الأيام الأخيرة عن احتمال رحيله عن "الشياطين الحمر" هذا الصيف.
"ما يقال في الصحف تفاهات ليس إلاّ"، هذا ما قاله فيرغسون الذي بدأ مباراة الثلاثاء الماضي أمام ريال مدريد الإسباني (1-2) في إياب الدور الثاني من مسابقة دوري أبطال أوروبا بإبقاء روني على مقاعد الاحتياط، مفضّلاً عليه داني ويلبيك.
وتابع فيرغسون الذي ودّع فريقه دوري أبطال أوروبا بعد خسارة الثلاثاء أمام النادي الملكي: "لقد منعت صحيفتين من حضور المؤتمر الصحافي حتّى تتقدّمان باعتذارهما. لا توجد هناك أي مشكلة على الإطلاق بيني وبين روني. القول بأننا لا نتحدّث معاً (مع روني) خلال التدريب يعتبر هراء".
وواصل الاسكتلندي: "هو يفهم الأسباب التي دفعتني إلى عدم إشراكه وهذه الأسباب كانت محضاً تكتيكية. أعتقد أني كنت محقاً (بخياره). لا نُصيب دائماً النجاح في قراراتنا، لكن هذه المرة أعتقد أني كنت على صواب. داني ويلبيك هو أفضل لاعب لدينا من ناحية تولّي مهمّتين في آن معاً. كان علينا الحدّ من قدرة تشابي ألونسو على فرض سيطرته على المباراة، وهذا ما قام به داني الذي سلب من ألونسو قدرة السيطرة على المباراة وقدرته على التقدّم إلى الأمام وأن يكون لاعباً مهاجماً. لا نصيب دائماً النجاح في خياراتنا لكنّنا فعلنا ذلك في مباراة الثلاثاء".
وأضاف فيرغسون قبيل مواجهة تشلسي في الدور ربع النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الإنكليزي: "واين سيكون هنا الموسم المقبل. بإمكانكم الوثوق بكلمتي. لا توجد هناك أي مشاكل مع اللاعب وسيكون متواجداً في مباراة الأحد (أمام تشلسي)".
وأردف مدرب اليونايتد قائلاً: "أبقيت شينجي كاغاوا خارج التشكيلة رغم تسجيله ثلاثية (ضد نوريتش سيتي السبت الماضي في الدوري المحلّي)".
ورفض فيرغسون التأكيد إذا ما كان سيشرك روني أساسياً أمام تشلسي، قائلاً: "لماذا سأقدّم المساعدة لأي كان (الفريق الخصم) من خلال الكشف عن فريقي؟ نحن لا نفعل هذا الأمر. لكن واين يحتاج إلى لعب الكثير (من المباريات). لطالما كان هذا النوع من اللاعبين. لطالما كان وضعه كذلك".
ورغم تأكيد فيرغسون بأنه لا يواجه أي مشكلة مع روني، فإنّ مهاجم إيفرتون السابق ليس مرتاحاً دون أدنى شك للدور الذي يلعبه في الفريق منذ قدوم الهولندي روبن فان بيرسي في بداية الموسم الحالي من آرسنال، لأنّ الأخير فرض نفسه كرأس حربة أساسي للفريق تاركاً لروني تشارك المركز الثاني في خطّ المقدّمة مع ويلبيك أو حتّى كاغاوا في حال قرّر فيرغسون تعزيز خط الوسط الهجومي على حساب مهاجم صريح.
ويأتي ردّ فيرغسون على ما ذكرته صحيفة "تايمز" أمس الخميس حيث قالت إنّ "مانشستر يونايتد مستعد لبيع روني هذا الصيف"، فيما كتبت "دايلي مايل" بأنّ المهاجم يواجه "معركةً يائسةً" لإنقاذ مسيرته في "أولد ترافورد".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن رحيل روني، إذ سبق لمهاجم إيفرتون أن ألمح في تشرين الأول/اكتوبر 2010 إلى رغبته بترك "الشياطين الحمر" لكن لأسباب مختلفة تماماً عن الوضع الحالي، إذ اعتبر حينها بأنّ فريق فيرغسون يفتقد إلى الطموح قبل أن يعود لاحقاً عن رأيه ويوقّع عقداً جديداً لمدة خمسة أعوام.
وتطرّق فيرغسون في مؤتمره الصحافي إلى مباراة الثلاثاء أمام ريال التي تقدّم فيها فريقه وكان الطرف الأفضل قبل أن يتلقّى البرتغالي لويس ناني بطاقةً حمراء مثيرةً للجدل، ما رجّح كفّة النادي الملكي الذي أدرك التعادل بقدم لاعب توتنهام السابق الكرواتي لوكا مودريتش ثم خطف الفوز عبر نجم يونايتد السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وقال فيرغسون الذي لم يحضر المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة لأنه كان غاضباً وأوكل المهمّة لمساعده مايك فيلان: "هذه المرة الثالثة التي نخرج فيها (من دوري الأبطال) بسبب قرار الحكم. لم يكن من السهل هضم ما حصل لكن في التحليل الهادئ لأحداث اليوم (الثلاثاء)، تعي بأنك مانشستر يونايتد وعليك المضي قدماً".
وتابع الاسكتلندي: "ليس بالإمكان فعل أي شيء والأمر الأهم حالياً هو الدور ربع النهائي (من الكأس المحلية) يوم الأحد. ذهني أصبح أكثر صفاوةً الآن وعلينا المضي قدماً. إنه يوم آخر من تاريخ نادينا. ليس باليوم الجيّد لكنه يوم آخر. واجبي يتطلّب منّي رصّ صفوف جنودي الذين كانوا رائعين يوم الثلاثاء وندين للجمهور بأداء جيّد يوم الأحد".
وفي معرض ردّه على سؤال حول إذا كان يشعر بالقلق من الحكم التركي جنيات شاكير قبل انطلاق مباراة الثلاثاء، قال فيرغسون: "كنت قلقاً دون أدنى شك، قلت ذلك للطاقم (الفنّي) قبل المباراة لكن هذا الأمر أصبح من الماضي. ليس بإمكاننا فعل أي شيء في هذا الخصوص".
وقصّة الحكم شاكير الذي أصر على أنّ قراره كان صحيحاً، مع الإنكليز ليست بجديدة ففي عام 2012 فقط طرد ثلاثة لاعبين في مباريات للفرق الإنكليزية: جون تيري في لقاء تشلسي وبرشلونة الإسباني في نصف نهائي دوري الأبطال، غاري كاهيل في مباراة تشلسي وكورنثيانز البرازيلي في نهائي كأس العالم للأندية وستيفن جيرارد في مباراة إنكلترا وأوكرانيا ضمن تصفيات مونديال 2014.