كلمة فضيلة الشيخ محمد جبريل إلى الأمه
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم... وبعد
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ولا اجد خيراً من قول الله تبارك وتعالى فى هذا المقام
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة آل عمران : 26)
والحمد لله الذى أذهب عنا الحزن.. إن ربنا لغفور شكور.. واقول إذا الشعب يوما أراد الحياه فلابد لليل أن ينجلى.. ولابد للقيد أن ينكسر.
أعتقد أنه حان الوقت لمصر ان تتبوأ مقعدها لكى تكون فى مقدمة الصفوف لأن هذا هو مكانها الطبيعى.
ويكفى أن الله ذكرها فى القرآن عدة مرات، فهى محفوظه بإذنه تعالى حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
إن هذه الثورة جائت نتيجة الحريات المكبوته والعدل الضائع والافواه الجائعه والفساد المنتشر فى كل المجالات
طوال هذه السنين وكان لزاما علينا المشاركه الجماهيريه لهذه الثورة من جميع طوائف الشعب، حيث طفح الكيل بالفساد والمفسدين وحان الوقت لإعطاء كل ذى حق حقه، ومصر فوق الجميع.
ولن ينصلح حال هذه الامه إلا بما صلح به أولها، فإن الله ينصر الامه العادله ولوكانت كافرة، فما بالكم إذا كانت مؤمنه وعادله.. والحرية لا تقدر بثمن، ورضى الله عن سيدنا عمر حيث قال: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحرارا )
فالحمد لله صاحب الفضل والكرم أن حقن دماء شبابنا بتنحى الرئيس مبارك بناءً على طلب شعبه، ونقدر له ذلك..
نسأل الله أن يتولاه برحمته، وأن يحسن ختامه.. فالعبرة بالخواتيم.. فمن عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها.. وما ربك بظلام للعبيد.. ووالله لقد أحسست وأنا اقوم بالدعاء اليوم الجمعه فى ميدان التحرير (جمعة الزحف) مع الجموع الغفيره بأن الفرج آت لا محاله عاجلا غير اجل، حيث كانت القلوب حاضره وكلها أمل فى استجابة الله للدعاء حيث يستحق هذا الشعب كل رقى وتقدم وازدهار بعد أن عانى الأمرين.
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم (الروم : 5)
الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد
الله أكبر.. خير الناصرين
الله أكبر.. عدد ذنوبنا حتى تغفر
اعلموا جميعا يا حكام العالم، إن دولة الظلم ساعه، ودولة الحق والعدل إلى قيام الساعه.. فالعدل أساس الملك، والعاقل من اتعظ بغيره
إن شاء الله يكون عهد جديد مليئ بالحريات والعداله الاجتماعيه يسوده الامن والامان لبلادنا، دون ظلم لاحد حيث يقول الله تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون). (الأنعام: 82)
وأرجو وبل أتمنى أن تكون المناصب المهمه فى بلادنا بالانتخاب الحر لا بالتعيين.. حتى تكون الكلمه حره ومستقله.. وبصفتى أزهرى فأتمنى أن يكون رئيس الجامعه والأزهر بالانتخاب الحر حتى تكون كلمة الأزهر حره ومستقله.. وأدعوا الله أن يأتى اليوم ونملك قوتنا ولا نمد أيدينا لأحد إلا لخالقنا حتى نملك قرارنا.. فمن يملك القوت يملك القرار، وعندئذ لا سلطان لأحد علينا.. واقول لشبابنا الآن ومن يحب هذا البلد إن قيمة الثوره الحقيقية هو ما يأتى بعدها، فى أن نبدأ فوراً بالعمل الدؤوب والانتاج الدائم حتى نعوض ما فاتنا، وكل فى مجاله حتى تعود مصر لمكانها الطبيعى
ولا أنسى فى كلمتى هذه أن يرحم الله شهدائنا فبهم تحقق هذا الخير ولابد أن يُرد الفضل لأهله..
اللهم ارحم شهدائنا وتقبلهم بفضلك وكرمك وأنزل الصبر على اُمهات الشهداء والحقنا بهم على الايمان والطف بنا وبهم لطفا يليق بكرمك، وهنيئاً لهم فى مقعد صدق عند مليك مقتدر، فهم احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله، وأسأله جل فى علاه أن يشفى جرحانا ومرضانا ويجعل ما نزل بهم فى ميزان حسناته
.
اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلا، واجعل يومنا خير من أمسنا، وغدنا خير من يومنا، وارزقنا الأمن والامان والإستقرار لبلادنا، وارزقنا حاكما صالحا يعيننا على أمر ديننا ودنيانا، وأن يحفظ الله به العباد والبلاد، وأن يرزقه رفقة لا تلهيه.. وصحبتة لا تطغيه وتقوى تحمينا وتحميه.. وقربا تدنينا منك وتدنيه.. وصلاحاً يخرجنا جميعاً مما نحن فيه.. وأن يحفظ الله مصرَ ويجعلها آمنة مطمئنه سخاءً رخاءا وهى فى رباط إلى يوم القيامه.. لأن الله منحها خير أجناد الأرض.. كما قال صلى الله عليه وسلم.. وأن يُحسْن اخلاقنا، حتى نعفو عمن ظلمنا ونعطى من حرمنا ونصل من قطعنا، وألا ننشغل بالدعاء على حُكامنا فقد ورد عن رب العزة أنه قال: (لا تنشغلوا بالدعاء على ملوككم إنشغلوا بعبادتى أكفكم ملوككم.. وأن يجعلنا وإياكم عبيد مِنة وإحسان لا عبيد بلاء وامتحان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://jebril.com/ar/news