هي طفولة بريئة... وحركات شقية... وضحكات صادقة يقابلها نفسية معقدة... وضرب مبرح... ونظرات عبوسة
كان هدفها الوحيد أن تكسب رضا من حولها...وأن يكون لها بينهم مكان ...فكرت وفكرت وبعقلها الطفولي وبحكمة الصغار وجدت الحل ..!!
فكانت النتيجة !ضربات مبرحة وعضات في كل مكان وخربشات على الوجه ..
سألتُ طفلة الصف الثالث ماذا حصل لك ؟أهو حادث سير أم ماذا؟
طأطأت رأسها وبكل حزن قالت: لا بل أمي من فعلت هذا بي !
وبذهول كان السؤال الثاني: ولماذا؟ ماذا فعلت؟
لم تجب على السؤال وكانت عينيها تقول: أريد أن أكون محبوبة ..أن يسمعوني باهتمام.
وعندما تم استدعاء والدتها لمناقشتها في أمر طفلتها... كانت حادة القول وساخطة جدا عليها وظننت أن عقابها لها لن يتوقف .
قالت هذه البريئة التي ترونها ..كنتُ سوف أتطلق بسبها!
فهي تحمل الكلام مني وتصعد به إلى جدتها وتأخذ من جدتها الكلام وتنزل به لي ...فكان الخصام بيني وبين أم زوجي .
وهي السبب!
وأعجب كيف تكون هي السبب... فلو قيل أمامها كلام طيب عن الجدة وسمعت كلام أطيب منه من الجدة لنقلته وكانت سبب في ائتلاف قلبيهما ..
بغض النظر عن نقل الكلام بين الناس الذي تعلمته الطفلة ووجدته الحل الأنسب لكي يستمعوا لها بإنصات.
ألم تجد الأم إلا الضرب المبرح الذي كاد أن يسبب لها عاهة في وجهها لولا أن سلمها الله .
وأخرى جميلة كالقمر بيضاء نقية... طبع على خدها رسمة مربعات حذاء والدها وكأنه أخذ صورة لحذائه على خدها...والسبب !
لأن معلمتها قالت لوالدتها عندما زارت صفها: هي طالبة مجتهدة ولكنها كثيرة الحركة والكلام .
وكان الحل الأنسب بل الأرعب من والدها... ليكتم صوتها واجتهادها داخل صفها.
وغير هذه القصص كثير !!
ومضة
- ليت الآباء والأمهات يدركون أن التربية لا تعني الشدة والضرب وتحقير الطفل. - الثواب والعقاب ضروري في تربية الطفل ولكن بانضباط . - كتب ابن خلدون في مقدمته، قال: (من كان مُرباه بالعسف والقهر من المُتعلمين أو المماليك أو الخدم، ضيّق على النفس في انبساطه، وذهب بنشاطها، ودعا إلى الكسل، وحمله على الكذب خوفًا من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلّمه المكر والخديعة). - على المربي أن يكون ملم بخطوات السلم العقابي .
دمتم بود