مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم
عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )(1).
شرح المفردات (2):
(توادّهم): بتشديد الدال, والأصل: التوادد فأدغم, والتوادد تفاعل من المودة والود والوداد بمعنى, وهو: تقرب شخص من آخر بما يحب.
( تداعى): تساقط أو كاد، وقيل: أي: دعا بعض الأعضاء بعضًا للمشاركة في الألم.
(السهر): قلة النوم.
(الحمى): مرض معروف، ترتفع معه حرارة البدن.
شرح الحديث:
وقال بن أبي جمرة: الذي يظهر أن التراحم والتوادد والتعاطف وان كانت متقاربةً في المعنى لكنّ بينها فرق لطيف, فأما التراحم فالمراد به: أن يرحم بعضهم بعضا بأخوّة الإيمان لا بسبب شيء آخر, وأما التوادد فالمراد به: التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي, وأما التعاطف فالمراد به: إعانة بعضهم بعضا كما يعطف الثوب عليه ليقويه (3).
وقال القاضي عياض: "فتشبيهه المؤمنين بالجسد الواحد تمثيل صحيح, وفيه تقريب للفهم, وإظهار للمعاني في الصور المرئية".
وقال بن أبي جمرة: "شبّه النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالجسد وأهله بالأعضاء؛ لأن الإيمان أصل وفروعه التكاليف؛ فإذا أخل المرء بشيء من التكاليف شأن ذلك الإخلال بالأصل, وكذلك الجسد أصل كالشجرة, وأعضاؤه كالأغصان, فإذا اشتكى عضو من الأعضاء اشتكت الأعضاء كلها؛ كالشجرة إذا ضرب غصن من أغصانها اهتزت الأغصان كلها بالتحرك والاضطراب".
وجه التشبيه فيه: التوافق في التعب والراحة (4).
من فوائد الحديث:
1- تَعْظِيم حُقُوق الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض, وَحَثّهمْ عَلَى التَّرَاحُم وَالْمُلَاطَفَة وَالتَّعَاضُد فِي غَيْر إِثْم وَلَا مَكْرُوه.
2- وَفِيهِ جَوَاز التَّشْبِيه وَضَرْب الْأَمْثَال لِتَقْرِيبِ الْمَعَانِي إِلَى الْأَفْهَام (5)
3- أن من مقتضيات الإيمان العمل بما تستلزمه الأخوَّة بين المؤمنين من التراحم والتوادد والتعاطف، وأن التقصير في ذلك و التهاون فيه ضعف في الإيمان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى- ولهذا كان المؤمن يسره ما يسر المؤمنين ويسوءه ما يسوؤهم ومن لم يكن كذلك لم يكن منهم(6).
4- أن على المسلم أن يجتهد في تطهير قلبه نحو إخوانه المسلمين؛ فيفرح بوصول الخير إليهم، ويتألم أن أصابهم ما يضرهم أو يؤلمهم، ويقف معهم في مصائبهم وما ينزل بهم، فيغيث المحتاج، وينصر المظلوم، ويعين ذا الحاجة، ويتعاون معهم على الخير والبر.
5- عظمة هذا الدين وكماله، بحثه على التآلف والتراحم، فيعيش المسلم بين إخوانه وفي كنفهم معززاً مكرماً في عسره ويسره، وقوته وضعفه، وفي سائر أحواله.
(1) صحيح البخاري، برقم: (6011)، وصحيح مسلم، برقم: (2586), واللفظ له.
(2) ينظر: فتح الباري لابن حجر, 10/ 439.
(3) فتح الباري,10/ 439.
(4) فتح الباري لابن حجر, 10/ 439.
(5) المرجع السابق .
(6) مجموع الفتاوى 2/373 .
عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )(1).
شرح المفردات (2):
(توادّهم): بتشديد الدال, والأصل: التوادد فأدغم, والتوادد تفاعل من المودة والود والوداد بمعنى, وهو: تقرب شخص من آخر بما يحب.
( تداعى): تساقط أو كاد، وقيل: أي: دعا بعض الأعضاء بعضًا للمشاركة في الألم.
(السهر): قلة النوم.
(الحمى): مرض معروف، ترتفع معه حرارة البدن.
شرح الحديث:
وقال بن أبي جمرة: الذي يظهر أن التراحم والتوادد والتعاطف وان كانت متقاربةً في المعنى لكنّ بينها فرق لطيف, فأما التراحم فالمراد به: أن يرحم بعضهم بعضا بأخوّة الإيمان لا بسبب شيء آخر, وأما التوادد فالمراد به: التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي, وأما التعاطف فالمراد به: إعانة بعضهم بعضا كما يعطف الثوب عليه ليقويه (3).
وقال القاضي عياض: "فتشبيهه المؤمنين بالجسد الواحد تمثيل صحيح, وفيه تقريب للفهم, وإظهار للمعاني في الصور المرئية".
وقال بن أبي جمرة: "شبّه النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالجسد وأهله بالأعضاء؛ لأن الإيمان أصل وفروعه التكاليف؛ فإذا أخل المرء بشيء من التكاليف شأن ذلك الإخلال بالأصل, وكذلك الجسد أصل كالشجرة, وأعضاؤه كالأغصان, فإذا اشتكى عضو من الأعضاء اشتكت الأعضاء كلها؛ كالشجرة إذا ضرب غصن من أغصانها اهتزت الأغصان كلها بالتحرك والاضطراب".
وجه التشبيه فيه: التوافق في التعب والراحة (4).
من فوائد الحديث:
1- تَعْظِيم حُقُوق الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض, وَحَثّهمْ عَلَى التَّرَاحُم وَالْمُلَاطَفَة وَالتَّعَاضُد فِي غَيْر إِثْم وَلَا مَكْرُوه.
2- وَفِيهِ جَوَاز التَّشْبِيه وَضَرْب الْأَمْثَال لِتَقْرِيبِ الْمَعَانِي إِلَى الْأَفْهَام (5)
3- أن من مقتضيات الإيمان العمل بما تستلزمه الأخوَّة بين المؤمنين من التراحم والتوادد والتعاطف، وأن التقصير في ذلك و التهاون فيه ضعف في الإيمان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى- ولهذا كان المؤمن يسره ما يسر المؤمنين ويسوءه ما يسوؤهم ومن لم يكن كذلك لم يكن منهم(6).
4- أن على المسلم أن يجتهد في تطهير قلبه نحو إخوانه المسلمين؛ فيفرح بوصول الخير إليهم، ويتألم أن أصابهم ما يضرهم أو يؤلمهم، ويقف معهم في مصائبهم وما ينزل بهم، فيغيث المحتاج، وينصر المظلوم، ويعين ذا الحاجة، ويتعاون معهم على الخير والبر.
5- عظمة هذا الدين وكماله، بحثه على التآلف والتراحم، فيعيش المسلم بين إخوانه وفي كنفهم معززاً مكرماً في عسره ويسره، وقوته وضعفه، وفي سائر أحواله.
(1) صحيح البخاري، برقم: (6011)، وصحيح مسلم، برقم: (2586), واللفظ له.
(2) ينظر: فتح الباري لابن حجر, 10/ 439.
(3) فتح الباري,10/ 439.
(4) فتح الباري لابن حجر, 10/ 439.
(5) المرجع السابق .
(6) مجموع الفتاوى 2/373 .